في مجال النقل والشحن، تتسبب مشاكل محرك الشاحنة في إصلاحات مكلفة، وتأخير في المواعيد وخسارة في الإيرادات وضغط نفسي لا يحتمل.
هل تعرضت مسبقًا لموقف تجد نفسك فيه عاجزًا على جانب الطريق، بينما تنبعث من شاحنتك رائحة احتراق كريهة أو ذلك الصوت المعدني الغريب الذي ينذر بكارثة؟
في هذا الوقت، تصبح المعرفة الجيدة والمبكرة بهذه المشاكل ضرورة قصوى لكل سائق أو مالك يسعى لحماية استثماره وضمان سلاسة عملياته.
لذا، سنأخذك في هذا المقال إلى جولة شاملة للتعرف على أشهر مشاكل محرك الشاحنة، علاماتها التحذيرية، أسبابها، ونصائح عملية للوقاية منها، لأننا ندرك أن وعيك بهذه المشاكل هو أول خطوة تجاه قيادة آمنة ومربحة.
أكثر مشاكل محرك الشاحنة شيوعًا
ارتفاع حرارة المحرك
يحدث هذا عندما ترى مؤشر درجة الحرارة في المنطقة الحمراء، أو خروج بخار ماء أبيض كثيف من تحت غطاء المحرك، وأحيانًا من أنبوب العادم، أو فقدان ملحوظ في قوة المحرك، أو رائحة احتراق تأتي من تسرب سائل التبريد على الأجزاء الساخنة في المحرك.
يمكن تقسيم أسباب ارتفاع حرارة محرك الشاحنة إلى ثلاثة محاور رئيسية، هي:
- خلل في مكونات نظام التبريد، سواء كان انسداد في المبرد، أو عطل في الثرموستات يمنع فتحه، أو فشل في عمل المروحة وقابضها، أو حتى تسرب من الخراطيم البالية أو غطاء الردياتير غير المحكم.
- مشاكل في سائل التبريد نفسه، إما بنقصان مستواه، أو استخدام خليط غير ملائم، أو استهلاك السائل القديم الذي فقد خصائصه.
- عوامل خارجية مسببة للإجهاد، مثل السحب الزائد، أو وجود انسداد في مبرد الزيت المساعد.
هل تعلم أن الإطارات غير المناسبة أو المنفوخة بشكل خاطئ يمكن أن تزيد من حمل المحرك؟ وتساهم في ارتفاع حرارته على المدى الطويل.
وللوقاية من مشكلة ارتفاع حرارة المحرك، يمكنك اتباع روتين صيانة استباقي يركز على عدة نقاط أساسية، هي:
- المراقبة الدورية لمستوى ونوعية سائل التبريد.
- تفقد حالة السير ومضخة الماء.
- ضمان كفاءة عمل المبرد والمراوح.
أما في حال حدوث المشكلة على الطريق، فيجب على السائق التصرف بسرعة وحكمة لتفادي حدوث أعطال محرك الشاحنة الأكثر ضراوة، والإجراء الأمثل هو التوقف فورًا في مكان آمن، وإيقاف تشغيل المحرك، ثم الاتصال على الفور بخدمة الطوارئ للحصول على المساعدة المناسبة، دون محاولة فتح غطاء المحرك وهو ساخن.
هل تعلم أن القيادة بسرعة منخفضة مع حمل زائد تزيد من ارتفاع حرارة المحرك بشكل أسرع؟ حاول تجنب هذه الممارسة للحفاظ على نظام التبريد.
مشاكل نظام الوقود في الشاحنات
يعتبر نظام الوقود هو شريان الحياة لمحرك الديزل في شاحنتك، وأي خلل في هذا النظام، ولو بسيطًا، ينعكس فورًا على أداء المحرك واستهلاك وقود الشاحنة وتكاليف التشغيل.
ومن أبرز العلامات التحذيرية التي تشير إلى وجود مشكلة في نظام الوقود هي ضعف عزم الشاحنة، وتباطؤ الاستجابة عند الضغط على دواسة الوقود، وارتفاع ملحوظ في استهلاك الوقود، وخروج دخان أسود كثيف من العادم بسبب الاحتراق غير الكامل.
وتتمثل أهم الأسباب الشائعة لمشاكل نظام الوقود فيما يلي:
- انسداد حاقنات الوقود، حيث تؤدي تراكمات الرواسب والمواد الكربونية على فتحات الرش إلى تشويه نمط الرش المثالي، مما يعطل عملية الخلط الصحيح بين الوقود والهواء، وينتج عنه ضعف كبير في كفاءة الاحتراق داخل المحرك.
- عطل في مضخة الوقود، وبالتالي لا يصل الوقود بشكل متساوٍ أو بكفاءة، مما يتسبب في اهتزاز المحرك، وفقدان قدرته، وقد يمنع تشغيله من الأساس.
- تلوث وقود الشاحنة بالماء أو الأوساخ وهو من أبرز مسببات الأعطال، حيث لا يقتصر تأثيره على إضعاف جودة الاحتراق فحسب، بل يتسبب أيضا في تآكل المكونات الحيوية باهظة الثمن مثل الحاقنات ومضخة الوقود.
- تسرب الهواء إلى نظام الوقود -الناتج عن تلف الوصلات أو وجود أختام معيبة- والذي يؤدي إلى تعطيل الضغط داخل النظام، وبالتالي صعوبة تشغيل المحرك، أو توقفه المفاجئ أثناء العمل، وزيادة الانبعاثات الضارة.
وللحفاظ على نظام وقود سليم، ينبغي الحرص على:
- استبدال فلاتر الوقود والهواء في المواعيد الموصى بها.
- التزود بالوقود من محطات موثوقة لتجنب التلوث.
- تفريغ خزان الوقود من الماء والمخلفات دوريا.
- الفحص الدوري للوصلات وخطوط الوقود لاكتشاف أي تسريبات للهواء أو وقود.
عند ظهور أي من مشاكل نظام الوقود في الشاحنات، يوصى بمراجعة مركز خدمة متخصص للتشخيص الدقيق وإصلاح المشكلة قبل تفاقم التكاليف.
أعطال نظام التحكم في الانبعاثات
يوجد هذا النظام في الشاحنات والمركبات الحديثة لتقليل التلوث الخارج من العادم، ومن أهم أجزائه:
- مرشح جسيمات الديزل "DPF"، ويقوم بحجز الدخان الأسود الناتج عن احتراق الوقود، وعندما يمتلئ هذا المرشح أو ينسد بسبب تراكم الأوساخ، يقل خروج العادم من المحرك، فيضعف أداؤه وتنخفض قوته، لذلك يجب تنظيفه أو استبداله عند الحاجة بانتظام.
- نظام التخفيض التحفيزي الانتقائي "SCR"، ويستخدم مادة تحقن في غازات العادم لتقليل أكاسيد النيتروجين "NOx"، وهي من أكثر الغازات الملوثة، وفي حال نفاد هذه المادة أو تلف المستشعرات، فلن يعمل النظام جيدًا، وبالتالي سترتفع نسبة أكاسيد النيتروجين الخارجة من الشاحنة، مما يزيد التلوث البيئي.
مشاكل الكهرباء
تعتمد معظم الأنظمة في الشاحنات الحديثة على الكهرباء والمستشعرات، لذا، قد يسبب أي عطل كهربائي مشاكل كبيرة في التشغيل والأداء، ومن ذلك:
- عطل البطارية بسبب قدمها أو ضعف الشحن، وبالتالي عدم تشغيل المحرك.
- مشكلة في مفتاح التشغيل تؤدي إلى صعوبة في تشغيل الشاحنة أو توقفها فجأة.
- المولد الكهربائي "الدينامو" تالف، لا يشحن البطارية كما يجب، فتنخفض طاقة الأنظمة.
- مشاكل في الأسلاك أو التأريض، حيث يتسبب تآكل أو تلف الأسلاك في ضعف في التوصيل أو تماس كهربائي قد يقطع تدفق الطاقة بشكل متقطع أو كامل، مما يؤثر على أداء الأنظمة المختلفة ويزيد خطر الأعطال المفاجئة أثناء التشغيل.
- عطل المستشعرات، يعطي قراءات خاطئة للمحرك أو الانبعاثات، مما يقلل كفاءة الوقود ويزيد الأعطال.
- التحميل الزائد على النظام الكهربائي، مثل تركيب أجهزة إضافية بدون حساب القدرة، وهذا قد يؤدي لتلف النظام.
- مشاكل لوحة العدادات، والتي تظهر قراءات خاطئة فتمنع السائق من متابعة أداء المركبة.
أعطال صمام إعادة تدوير غاز العادم
وهي عبارة عن مشكلة في صمام إعادة تدوير غاز العادم بسبب انسداده أو تلفه، ومن ثم يتسبب في زيادة الانبعاثات واستهلاك أكثر للوقود واحتمالية تلف المحرك.
يحدث هذا العطل بسبب تراكم الكربون الذي يتجمع داخل الصمام ويمنعه من العمل بشكل صحيح، أو عطل ميكانيكي يتمثل في تعليق الصمام أو الأجزاء المتحكمة به في وضع الفتح أو الغلق.
قد يصعب اكتشاف العطل لأن أعراضه مثل نقص الكفاءة تتشابه مع أعطال أخرى في المحرك، الأمر الذي يتطلب فنيا خبيرا وأجهزة تشخيص متخصصة لاكتشافه.
تسرب سائل التبريد أو الزيت
من أهم مشاكل محرك الشاحنة مشكلة تسرب سائل التبريد، وسببها وجود عطل في نظام التبريد ينتج عنها ارتفاع درجة حرارة المحرك.
من علامات التسرب: رؤية بركة من سائل التبريد تحت الشاحنة، أو انخفاض مستوى سائل التبريد في الخزان، أو ملاحظة رائحة كريهة من المحرك، أو ارتفاع مؤشر درجة حرارة المحرك، وإهمال هذا التسرب قد يؤدي إلى أضرار خطيرة في المحرك.
كذلك، هناك مشكلة تسرب زيت المحرك من الحشيات "الجوانات"، أو الأختام أو بعض مكونات المحرك الأخرى.
وقد يكون من أسباب هذا التسريب تركيب الحشيات بشكل غير صحيح، أو ارتفاع ضغط الزيت داخل المحرك.
ومن علامات ذلك: ظهور بقع أو برك زيت تحت الشاحنة، أو انخفاض مستوى زيت المحرك، أو حدوث مشاكل في أداء المحرك لأن الأجزاء الداخلية لا تحصل على التزييت الكافي.
خلل في تشغيل المحرك
ومن أسبابه الرئيسية حدوث تلف في الأجزاء الميكانيكية، بسبب تآكل أو تلف أعمدة الكامات والرافعات، ومن ثم يحدث خلل في توقيت فتح وإغلاق الصمامات، مما يؤدي إلى ضعف أداء المحرك.
وقد تكون هناك مشاكل في ضغط الاسطوانات، بسبب تآكل حلقات المكبس، أو تلف حشوة رأس الاسطوانة أو الصمامات التالفة.
وربما تكون بسبب أعطال في نظام الإشعال، نتيجة تلف شمعات الاحتراق "البواجي"، أو ملفات الإشعال أو أسلاك البواجي.
ستلاحظ عند حدوث هذا الخلل اهتزاز وعمل المحرك بشكل غير منتظم خاصة عند تشغيله في وضع الخمول، وضعف التسارع وتباطؤ الاستجابة، مع زيادة غير طبيعية في دخان العادم.
زيادة استهلاك وقود الشاحنة
إن انسداد فلاتر الهواء أو العطل في مستشعرات تدفق الهواء، أو المشاكل في نظام سحب الهواء، كلها عوامل قد تقلل من كفاءة المحرك، وتؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود وضعف أدائه.
لذا، ستحتاج إلى ضبط دقيق للمحرك، وصيانة دورية، واستجابة سريعة لأي مشاكل فيه.
ننصحك باستخدام أدوات تشخيص متطورة لاكتشاف أعطال الشاحنات مبكرًا، قبل أن تؤدي إلى هدر كبير في الوقود.
كما أن استخدام وقود عالي الجودة مع الإضافات المناسبة يحسن عملية الاحتراق، مما يزيد من كفاءة استهلاك الوقود ويوفر في التكاليف.
دليلك للتعرف مبكرا على مشاكل محرك الشاحنة
بإمكانك تحديد مشاكل محرك الشاحنة مبكرًا من خلال الانتباه إلى العلامات التحذيرية التالية:
- ضوء فحص المحرك، وهو مؤشر رئيسي على وجود عطل ما.
- صعوبة بدء التشغيل، ويشير إلى مشاكل في البطارية أو نظام الوقود.
- سماع أصوات غير عادية مثل صوت طقطقة محرك الشاحنة، ويدل على وجود عطل في مكونات المحرك.
- وجود روائح غريبة تكشف عن تسربات أو احتراق غير كامل.
- فقدان القوة، يدل على وجود مشاكل في نظام الوقود أو سحب الهواء.
- تسرب سوائل الزيت أو التبريد، يؤدي إلى ارتفاع الحرارة، مع وجود مشاكل في ناقل الحركة.
- الاهتزاز غير الطبيعي، يشير إلى مشاكل في حوامل المحرك أو توازنه.
- انبعاث الدخان من العادم، مع العلم أن كل لون يشير إلى مشكلة محددة: فالدخان الأزرق أو الرمادي ينذر بتسرب الزيت إلى غرفة الاحتراق، بسبب تآكل حلقات المكبس أو تلف جدران الأسطوانات، بينما يشير الدخان الأسود إلى احتراق غير كامل للوقود نتيجة خلل في نظام الحقوق أو انسداد في مسار الهواء، أما الدخان الأبيض المستمر فيكشف عن تسرب سائل التبريد إلى أسطوانات المحرك، مما يستدعي فحص حشية رأس الأسطوانة وكتلة المحرك.
فحص الشاحنة لمدة ٥ دقائق قبل كل رحلة يكشف 80٪ من المشاكل المبكرة، وتوفر ساعات من التوقف على الطريق وتبقي شاحنتك تعمل بأمان.
في الختام، ربما تفيدك هذه المعلومات التي طرحنا في المقال في صيانة محرك الشاحنة والحفاظ على قوته وكفاءة أدائه، ومع ذلك يبقى أن ننوه أيضا إلى وجوب الاهتمام باختيار أفضل إطارات للشاحنات لما لذلك من دور كبير في الحفاظ على أداء محركها وإطالة عمره.
يمكنك إجراء مقارنة بين مجموعة من أفضل أنواع إطارات الشاحنات، أو التواصل معنا ليقوم فريقنا المتخصص بالرد عليك في أقرب وقت لضمان تلبية احتياجاتك بأسرع وأفضل طريقة ممكنة.
