
ما الذي على السائق التحقق منه قبل القيادة؟
أحمد ناظم
June 10, 2025
Read time
دقائق للقراءة
تمتد المملكة العربية السعودية على مساحة شاسعة تبلغ أكثر من ٢.١ مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها صاحبة أطول الطرق السريعة والتجارية، وشبكة الطرق في المملكة العربية السعودية تصل إلى أكثر من ٧٠ ألف كيلومتر، منها آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة التي تربط بين المدن والمناطق الإدارية، وفي هذا السياق تعتبر الشاحنات الناقل الأكثر فاعلية في الطرقات السعودية لنقل البضائع التجارية والربط اللوجستي ولكن في ظل الظروف البيئية الخطرة والتي ينبع سبب خطورتها من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات عالية جداً، فضلاً عن العواصف الرملية والترابية التي تسبب انقطاعاً في الرؤية ومشاكلاً كبيرة في قدرة السائقين على الحفاظ على مساراتهم، ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للسلامة المرورية فإن ٢٣% من الحوادث المرورية في عام ٢٠٢٢ كانت بسبب أعطال في الإطارات، مثل الإنفجارات المفاجئة والانزلاق الحاد، فضلاً عن المشاكل المتعلقة بأنظمة التعليق وأنظمة الفرملة، هذه النسب العالية تعكس الحاجة الملحة إلى إتباع إجراءات فحص دقيقة قبل الشروع في أي رحلة تجارية للشاحنات، وخصوصاً أن تكاليف الحوادث المتوقع وقوعها سنوياً قد تتجاوز المليار ريال سعوديّ، بما في ذلك تكاليف الإصلاحات والتعويضات وفقدان القدرة الإنتاجية وخسائر تأخر وصول البضاعة والنقل اللوجستي.
ونحن (شركة دربك) كـ شركة رائدة في مجال إطارات الشاحنات في المملكة العربية السعودية، نحمل على عاتقنا همّ التوعية والتوضيح لكل السائقين والفنيين ومُلّاك الأساطيل اللوجستية الكبرى، وذلك تحقيقاً لرؤية الشركة التي تتضمن توفير أفضل تجربة قيادة للشاحنات على الطرق التجارية في المملكة العربية السعودية، والسعي للمساهمة في خفض نسب الحوادث المروعة، والتي تفتك بالأرواح والأموال بما يؤثر بشكل بالغ في ارتفاع مستويات التكافل الإجتماعي، وبهذا نحقق دورنا كـ شركة رائدة في المساهمة المجتمعية والإنسانية والوطنية.
وقد يتسائل القارئ عن أهمية هذه المقالات التي تناقش موضوعات فحص الإطارات وتوضيح الإجراءات الوقائية وتجهيز المعدات الطارئة الضرورية لتفادي الحوادث، ويمكن نجيب على هذا التساؤل من خلال بعض السطور القليلة التالية: إن الحوادث الكُبرى في الشاحنات والسيارات والطائرات كُلها بدأت من شرارة صغيرة أو عُطل بسيط في جزئيات قد لا تكون ذات أهمية في عملية القيادة، ولكن عدم أهميتها للقيادة لا يعني بالضرورة عدم خطورتها على الشاحنة إذا كانت تعاني من خلل أوعطل أو حريق، وهنا نُسلّط الضوء على مشاكل الإطارات الدقيقة والجليلة لتكون الصورة كاملة عند السائقين ونكوّن فهماً عالية بخطورة أي علامة من علامات التلف أو الاستهلاك غير الطبيعي، وتبرز أهمية هذا في الإطارات خصوصاً، لأنها الجزء الرئيسي في الشاحنة الذي يلامس الأرض والذي يتم التحكم من خلاله باتجاه الشاحنة وبـ مناوراتها، مما يعني أن فُقدان السيطرة على الإطارات نتيجة لأي عطل يعني فقدان السيطرة على كامل الشاحنة بضمنها البضاعة والسائق وبقية الأجزاء المترابطة، وهذا سبب كافٍ لتركيز الجهد على الإطارات وصناعة الوعي المجتمعي بـ فحص الإطارات وتطوير مستوى الوقاية في مجتمع السائقين، مما يعكس تطوراً كبيراً متوافقاً مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠ بـ عمومها.
أكثر من 23% من حوادث الشاحنات على الطرق السعودية سببها أعطال في الإطارات يمكن الوقاية منها عبر الفحص المنتظم، وهذا رقم لا يجب تجاهله في بيئة تتسم بدرجات حرارة قاسية وعواصف رملية تعيق الرؤية وتزيد من المخاطر.
الفحص الفني للإطارات
الإطارات هي الجزء الوحيد من مكونات الشاحنة الذي يلامس الأرض بطريقة مباشرة، مما يجعلها عرضة للتلف والضرر والاحتراق نتيجة لدرجات الحرارة العالية والاحتكاك الشديد، مما يجعل الفحص اليومي ليس خياراً قابلاً للتفاوض بل واجباً إلزامياً على جميع السائقين والعاملين في قطاع النقل اللوجستي، وتأتي الفحوصات والكشوفات على النحو التالي مرتبةً وفقاً للأهمية والأولوية.
ضغــط الهواء
إن ضغط الهواء داخل الإطارات يعتبر وسيلة التحمل الأساسية لوزن الشاحنة وحمولتها الكاملة، مما يعني أنه عصبٌ أساسي للحفاظ على سير الشاحنة بشكل جيد وطبيعي، ومما لا يجب تجاوزه هو أن ضغط الهواء داخل الإطارات يخضع لقانون الغازات المثالية، والذي يعني أن الضغط داخل الإطار يتغير وفقاً لتغير درجات الحرارة سلباً وإيجاباً بعلاقة طردية، فـ عند زيادة درجة الحرارة بمقدار عشر درجات مؤوية فإن الضغط يزيد بمقدار ٢-٣ PSI مما يجعلنا نقف أمام خطورة احتمالية انفجار الإطار نتيجة لتغير المناخ، في المملكة العربية السعودية تتفاوت درجات الحرارة بين الليل والنهار بما يقارب الـ ٢٠ درجة مؤوية، مما يجعل ضغط الإطارات يتعرض لـ ذبذبة عالية بين ليلة وضحاها، مما يوجب على السائقين فحصه بشكل دوري يومياً، للتأكد من أنه يحافظ على نسبة آمنة، مع مراقبة درجات الحرارة في منطقة الرحلة التي سوف تخوضها الشاحنة لـ خفض أو رفع مستوى الضغط وفقاً لدرجات الحرارة المتوقعة والبيئة التي تسير عليها الشاحنة.
ومن المهم معرفة التوصيات الفنية التي توصي بها شركات صناعة الشاحنات وشركات صناعة الإطارات، والالتزام بها يجنّك الكثير من المشاكل المحتملة والحوادث المروعة.
- بالنسبة للشاحنات الثقيلة (١٠ عجلات فأكثر): فيكون الضغط بحدود ١٠٠-١١٠ PSI للإطارات الأمامية … ويكون في الإطارات الخلفية بحدود ٩٠-١٠٠ PSI وحسب الحمولة ووزنها.
- أما الشاحنات التي تعمل في بيئة رملية: يُفضل تخفيض الضغط بنسبة ١٠-١٥% لزيادة مساحة التماس والاحتكاك مع الأرض وتجنب تغريز الشاحنة، مع توصيتنا بعدم خفض الضغط أكثر من النسبة التي ترشحها الشركات المصنعة.
إضافة إلى ما سبق فـ يمكن الاستعانة بالأجهزة الذكية، مثل أجهزة استشعار الضغط اللاسلكية (TPMS)، والتي تعمل على إرسال تنبيهات مباشرة إلى السائق من خلال قمرة القيادة، حال حدوث أي تغيير طارئ على ضغط الإطارات، بينما يمكن استخدام أنظمة أخرى مدمجة مع أنظمة تثبيت السرعة(Cruise Control) والتي تعمل على تعديل الضغط تلقائياً في الرحلات الطويلة.
عُمق المداس
تصميم المداس يلعب دوراً مهماً في تصريف المياه بين الاسفلت والإطارات، فضلاً عن تصريف الرمال الصحراوية والطين وغيرها من العوائق، ولكن تختلف أدواء المداس باختلاف أنواعه وتصاميمه وأغراض عمله، فـ في البيئات المستوية والطرق الممهدة يفضل استخدام المداس المتعرج والذي يقلل من الضوضاء ويساعد على تصريف المياه بسرعة مع زيادة ملحوظة في ثبات الشاحنة على الطريق، بينما في البيئات الرملية والحصوية والمناطق الإنشائية فـ الأفضل استخدام المداس الكُتليّ، والذي يوفر قوة جر أعلى بكثير مع قدرة عالية على تحمل الصدمات القوية، وهناك العديد من الأنواع المختلفة كلٌ منها له منطقة عمله الخاصة، وفي هذا السياق نود أن نشيد بـ جهد شركة دربك في تطوير وتصميم مداسات مخصصة للبيئات المتنوعة في المملكة العربية السعودية، والتي تعتبر أحد أكثر البيئات المتباينة والمتغيرة، مما يستوجب توفير تصميم خاص يحاكي البيئات التي يتركز العمل عليها في المملكة العربية السعودية، وهذا الإنجاز ليس غريباً على شركة دربك التي لطالما كانت رحلتها محفوفة بالإنجازات التنقية الرائعة والحلول الإبداعية على جميع الأصعدة.
لا يكفي الاعتماد على العين المجردة في هذا الفحص، بل يجب استخدام مقياس عمق المداس أو النقشة والمعروف بـ (Tread Depth Gauge) والتي تعمل بشكل الكتروني لقياس عمق المداس وكم تم استهلاكه، وبعض الإطارات الحديثة تأتي مع مؤشرات تآكل مدمجة تظهر عندما يصل عمق المداس إلى المستوى غير المسموح به، وبـ قياس ٣ ملم لعمق المداس فإن الحالة العامة تبدو طبيعية لكن في حالات انخفاض العمق إلى أقل من ذلك فـ إن الإطارات تكون عرضة للإنزلاق أو (الهايدروبلانينغ)، وفي المناطق الممطرة أو ذات السيول والمياه الجاري على الشوارع فإن السير على هذه الإطارات يعتبر مؤشراً خطيراً على التهاون في شروط وإجراءات السلامة العامة.
يُمكن المحافظة على عمق المداس لفترة أطول من خلال العديد من الإجراءات الوقائية، وذلك تبعاً لبقية أجزاء الشاحنة فـ على سبيل المثال: اختلال التوازن والمحاذاة في نظام التعليق يزيد من مستوى تآكل المداس، إضافة إلى ما يجري نتيجة للفرملة المفاجئة من تآكل غير متساوٍ على زاوية من الإطار، مما يعجّل من استهلاك الإطار العام، وعموماً فإن اختيار إطارات لها نقشة مداس مناسبة للبيئة التي تعمل فيها الشاحنة يقلل كثيراً من المشاكل الناتجة عن المداسات السيئة أو غير المتوافقة، لذا لا بُد من معرفة الأنواع المتوفرة والبيئات المخصصة لها، بينما يمكنك اختصار المسافات والطلب من شركة دربك للإطارات وهي ستتكفل بإيصال الإطارات المناسبة لك بشكل أكثر سلاسة وأقل تعقيداً.
أنماط التآكل
في عالم النقل الثقيل، لا يُعتبر تآكل الإطارات شيئاً عادياً أو مجرد نتيجة طبيعية للاستخدام على الطرقات، بل هو أشبه ما يكون بـ لغة فنية وتقنية تُخبرنا بالكثير عن الأحوال الميكانيكية للشاحنة، وكيفية تعامل الشاحنة مع الطريق، ومدى فاعلية استجابة الإطارات في هذه العملية، ومدى التزام السائق أو فريق الصيانة بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وذلك كله يتم من خلال تحليل أنماط التآكل المختلفة، والتي تظهر بصورةٍ من صور انتهاء عمر الإطار، ولكن لماذا انهار هذا الإطار مُبكراً؟! يبقى هذا السؤال هو المُحرك الأساسي لعملية تحليل أنماط التآكل، ومن خلال التحليل يمكننا أن نحدد الأسباب الجذرية للمشكلة وتصحيحها قبل أن تسبب أضراراً لا يمكن التعامل معها، وبهذا نكون الآن بفاصل سطر عن أنواع التآكل ومعنى كل واحد منها.
التآكل الجانبي
يمكن مشاهدة هذا النمط من التآكل على جانبي سطح الإطار، في حين يظل الجزء الأوسط من المداس محافظاً على سماكته الطبيعية، ويظهر في الشاحنات الثقيلة، وبالتحديد تلك التي تعمل على المسارات التجارية الطويلة، أو التي تحمل حمولات ضخمة تزيد أوزانها عن الحمل المحدد للإطارات، ولكن ما أسباب حدوث هذا التآكل الغريب؟
الأسباب المحتملة لتآكل الإطارات بشكل جانبي:
أولاً: سوء المحاذاة في العجلات الأمامية والخلفية:
مما يُحدث اختلالاً يسمى (Toe Misalignment) والذي يعني انحراف الزاوية الطولية للإطار، بحيث يصبح الإطار متجهاً إما إلى الداخل و إما إلى الخارج، بينما الشكل الطبيعي يستلزم استقامة إتجاه الإطار بشكل متوازٍ مع الإطارات الأخرى بدون اختلال أو تفرق، وهذا الخلل المعقد يمكن أن يؤدي إلى انزلاق الإطارات بشكل جانبي طفيف أثناء دورانها، والذي بدوره يُنتج احتكاكاً غير طبيعي يسبب تآكلاً حاداً على جوانب الإطار الخارجية أو الداخلية، لذا من الضروري استعمال مرآة لفحص جوانب الإطارات الداخلية ومعرفة حالتها الاستهلاكية، لأنها تكون بعيدة عن الأنظار ولكن التأثير واقعٌ عليها.
ثانياً: نقص ضغط الهواء داخل الإطارات:
يمكن أن يؤدي هذا الانخفاض في مستوى الضغط الداخلي للإطارات إلى زيادة التحميل على جوانب الإطارات بشكل مفرط جداً، مما يجعل الأكتاف تتحمل الجزء الأكبر من الحمولة، بينما يبقى وسط الإطار بحالة جيدة، وهذا الأمر يجعل الإطارات في حالة من تسارع تآكل الجوانب مع بقاء مركز الإطار سليماً إلى حد ما، وهذا يعتبر من أخطر الأمور على الشاحنات التجارية، إذ أنها قد تنحرف عن مسارها نتيجة انفجار أحد الإطارات، أو تنزلق بسبب عدم قدرة الإطار على تثبيت الشاحنة على الأرض، وغيرها من الخسائر المروعة التي لا نتمنى لأحد الوقوع فيها.
ما الإجراءات الوقائية التي يجب على السائقين فعلها لتجنب التآكل الجانبي للإطارات؟
- المعايرة المنتظمة: يجب على السائقين إجراء فحصٍ خاص لمعرفة زوايا الإطارات، ومن ثم إجراء ضبطٍ ومعايرة لتحسين المحاذاة باستخدام أنظمة متقدمة مثل (3D Wheel Alignment)، وذلك كلما سارت الشاحنة ما يقارب ١٠ آلاف كيلومتر كحدٍ أدنى، أو في حالات ملاحظة خلل في سلوك القيادة أو استهلاك الوقود، أو معاينة تلف ظاهر، ولا بُد من التنبيه إلى أن هذا الفحص يوصى بإجرائه داخل ورش معتمدة ومتخصصة في مركبات النقل الثقيل والشاحنات التجارية، وهذا لضمان دقة عالية في نتائج المعايرة والمحاذاة.
- تبديل مواقع الإطارات(Tire Rotation): من خلال بحثنا عن آراء الخبراء في هذا الأمر، تبين أنهم ينصحون بشدة بـ عملية تبديل مواقع الإطارات وذلك كل ١٢-١٥ ألف كيلومتر، وهذه المسافة بالتأكيد وفقاً لبيئة العمل ونوع الإطارات وظروف التشغيل، ولكن هذا الإجراء يساعد على توزيع التآكل بشكل متساوٍ على جميع العجلات الأمامية والخلفية، والداخلية والخارجية، وبالخصوص تلك الشاحنات ذات أنظمة الدفع الثنائي أو الرباعي.
التآكل المركزي
يختلف هذا النوع من التآكل عن سابقه من حيث أنه يحفظ على الجوانب ويأكل المنطقة الوسطى للإطار، ولهذا سمي بالتآكل المركزي، وهذا يعد من أبرز العلامات على خللٍ في ضغط الهواء أو نتيجة اختيار غير مناسب لنوع الإطار مقارنة بالحمولة المعتادة، مما يجعل الإطارات عرضة للانفجار والانزلاق والتعطل بشكل يومي.
الأسباب المحتملة لتآكل الإطارات بشكل مركزي:
أولاً: زيادة ضغط الهواء بشكل مبالغ فيه:
عندما يكون الضغط الداخلي مرتفعاً يصبح شكل الإطار أكثر نحافة وتصبح مساحة التلامس بين الإطار وبين الطريق قليلة ومركزة على وسط الإطار، مما يجعله أكثر عرضة للتآكل ويزيد من استهلاك هذه المنطقة بشكل خاص، وهذا الأمر يصبح أخطر حينما تكون الطرق غير مستوية، أو في حالة التعرض للمطبات بسرعات عالية، فإن انفجار الإطار أو تلفه تلفاً شديداً سيكون هو الحدث الأكبر في تلك اللحظة.
ثانياً: استعمال إطار غير مناسب للحمولة:
تأتي الإطارات بمعدلات حمولة محددة ومكتوبة في الملصق على جانب الإطار، يكون الإطار في هذه الحالة غير قادر على توزيع الحمولة بشكل صحيح على جميع نقاط التماس التي في المداس، وينتج عن هذا التنسيق الخاطئ تآكل مركزيّ متسارع، وبهذا يتآكل الإطار بشكل سريع مما يقلل من عمر استخدامه ويزيد من تكاليف الاستبدال والصيانة.
ما الإجراءات الوقائية التي يجب على السائقين فعلها لتجنب التآكل المركزي للإطارات؟
- يُنصح للوقاية من التآكل المركزي بـ التدقيق على ضغط الإطارات بشكل يومي وفي الفترة الصباحية بشكل محدد، وقبل الانطلاق بأي رحلة، وخصوصاً في الشاحنات التجارية العاملة في المناطق الحارة أو المخصصة للرحلات الطويلة بين المدن والدول.
- الالتزام بتركيب الإطارات المتوافق حسب "مؤشر الحمولة" المناسب للشاحنة والبضاعة التي ستحملها، والذي يجب أن يتوافق مع الوزن الإجمالي على كل المحور من محاور الشاحنة، وذلك لضمان الحصول على توازن ممتاز بين الإطارات وبالتالي تقليل في استهلاك الوقود وسلاسة عالية في القيادة.
- يوصى باستخدام أجهزة قياس ضغط رقمية حديثة للحصول على دقة أكبر عند فحص ضغط الهواء في الإطارات، مع مراعاة عدم فحصها أثناء ارتفاع درجات الحرارة أو أثناء الرحلات أو تحت أشعة الشمس، لأن ذلك سيجعل القراءة غير دقيقة ويرفع من مستوى الضغط داخل الإطار بشكل كبير.
التآكل الكُتلي
يُعرف هذا النمط بشكل خاص بظهور مناطق منخفضة ومناطق عالية بشكل متناوب على سطح مداس الإطار، مما يجعل الإطار يبدو وكأنه متموّج، أو يبدو غير مستوٍ بشكل ملحوظ، ويمكن ملاحظة هذا من خلال القيادة، فـ يشعر السائق باهتزازات متكررة بنسق معين، مع وجود الضوضاء المتكررة بنفس الطريقة، مما يؤكد إصابة الإطار بـ أحد أوبئة التآكل المفرط، والذي سنأتي على معرفة أسبابه الآن:
الأسباب المحتملة لتآكل الإطارات بشكل كُتلي:
أولاً: تلف أنظمة التعليق
يعتبر سبباً رئيسياً لهذا النوع من التآكل، والذي ينتج إثر خلل في نظام التعليق وتحديداً في ممتصات الصدمات أو النوابض، فـ عندما لا يتم امتصاص حركة الشاحنة بشكل سليم وطبيعي يرتد الضغط بشكل غير منتظم على الإطارات، مما يؤدي إلى ضربات متكررة على سطح الطريق تسبب تآكلاً كتلياً متموجاً.
ثانياً: فقدان توازن الإطارات
يمكن أن يؤدي اختلال التوازن في الإطارات إلى حالة من الدوران غير المنتظم للعجلات، مما يزيد من الضغط على نقاط محددة من المداس ويساهم في حدوث نمطٍ من التآكل الكتلي، والذي يفتك بعمر الإطار فتكاً وفي الحالات البالغة يصبح الإطار غير صالح للاستعمال ويجب استبداله بأقصى سرعة لتجنب الوقوع في مشاكل قانونية، أو حوادث مرورية مروعة.
ثالثاً: تلف أو خلل في محور العجلة
يمكن أن يكون مسبباً للتآكل الكتلي، إذ أن أي خلل في محور العجلة أو محامل العجلات يمكن أن يجعل العجلة غير قادرة على الدوران بشكل سلس ومنتظم، ونتيجة لهذا يحدث ما يسمى التآكل الكُتلي غير المنتظم.
ما الإجراءات الوقائية التي يجب على السائقين فعلها لتجنب التآكل الكُتليّ للإطارات؟
- فحص دوري شامل لنظام التعليق، لاسيما ممتصات الصدمات والنوابض كل ٢٠ الف كيلومتر، أو في حالة ملاحظة أي اهتزازات غير طبيعية.
- إجراء عمليات لتوازن الإطارات بعد كل عملية تركيب جديدة للإطارات، أو كل ١٠-١٥ الف كيلومتر وحسب طبيعة التشغيل ونوع الإطارات.
- فحص محاور العجلات والمحامل والتأكد من عدم وجود مشاكل أو أصوات طحن أو طنين غير معتاد، وينصح باعتماد استراتيجية صيانة وقائية دورية عند ورش متخصصة تفهم التغيرات الواقعة في مناخ وبيئة العمل السعودية.
أنماط تآكل الإطارات ليست مجرد علامات على انتهاء عمر الإطار، بل هي لغة فنية وتقنية تكشف عن حالة الشاحنة وسلوكها على الطريق، وتمنحنا الفرصة لفهم الأعطال قبل أن تتحول إلى كوارث.
فحص أنظمـة المركبة
نظام الفرامل
يعتبر نظام الفرامل الشريك الاستراتيجيّ للإطارات، وتبدأ عملية الفحص من الفرامل الهوائية، من خلال إجراء فحص على ضغط الهواء داخل النظام والذي يستعمل اسطوانات و ضاغطات هواء لتوفير ضغط مناسب، ويجب أن لا يقل الضغط عند التشغيل عن 100PSI، ومن ثم يتم اختبار كفاءة الفرامل عند التوقف من خلال قياس مسافة التوقف التي تتطلبها الشاحنة لتتوقف، ويجب أن لا تزيد عن ٣ أمتار عند الفرملة من سرعة ٤٠ كيلومتراً في الساعة، وآخر جزء من الفحص هو اسطوانات الفرامل والقضبان، ويجب أن تتأكد من أن حركتها لا تتجاوز ٢.٥ سم عند الفرملة، واعلم أن تجاوز هذا الحد يشير إلى تلفٍ في الاسطوانات.
نظام التعليق
يعتبر نظام التعليق الواسطة الرئيسية بين الشاحنة والعجلات، لذا يجب فحصه بشكل دوري لضمان الحفاظ على قوة الشاحنة واستمرارها في العمل، ويبدأ الفحص من ممتصات الصدمات التي تكلمنا عنها سابقاً، وتتم العملية من خلال اختبار الارتداد، اضغط على كل زاوية من الشاحنة ثم أفلتها، فإذا رأيت ارتداداً أكثر من مرتين فـ الممتصات بحاجة إلى الاستبدال، ومن ثم قم بفحص النوابض من خلال البحث عن التشققات و الانحناءات غير الطبيعية وخصوصاً في النوابض الهوائية.
نظام التوجيه
يعتبر نظام التوجيه الجيروسكوب الإلكتروني في الشاحنات الحديثة، وأي خلل في الحساسات قد يؤدي إلى مقاومة في المقود أو انحرافٍ غير مبرر في اتجاه الشاحنة، مع الإشارة إلى أهمية التحقق من الزيوت الهيدروليكية، تأكد من أن مستوى الزيت مناسب وأن نقاوته ما زالت عالية، فإن الزيت العكر يشير إلى تلف في المضخة.
نظام الإضاءة
يمكن أن نقول أن نظام الإضاءة هو أهم الأنظمة في الليل، ولهذا يتطلب عناية خاصة، فـ الأنوار الأمامية تحتاج إلى تنظيف العدسات من الأتربة والأوساخ، ويجب ضبط زاوية الإضاءة لتجنب تعريض السائقين المقابلين للضوء بشكل حاد، أما الإشارات الجانبية والخلفية فـ يجب التأكد من عملها ليلاً ونهاراً واستبدال المحترق منها.
فحص أنظمة المركبة ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو خط الدفاع الأول ضد الأعطال المفاجئة؛ فالفرامل والتعليق والتوجيه والإضاءة ليست أجزاء منفصلة، بل شبكة أمان متكاملة تحمي الأرواح وتحافظ على استمرارية العمل.
الخاتمة
إن الفحص الدوري للشاحنة بشكل ثابت يجعل السائقين أقل تعرضاً للضغط النفسي اليومي خوفاً من الأعطال والمشاكل، وفي المملكة العربية السعودية حيث تتنوع الظروف المناخية وبيئات العمل المتغيرة لا بد من العناية بشكل ضروري بالصيانة والفحص والوقاية بشكل مستمر لضمان الحصول على أفضل تجربة في القيادة والحفاظ على الأمن المجتمعي وأداء المهام المنوطة إلى الشاحنة بأعلى وجه من الكفاءة.