المدونة

ما الفرق بين الإطارات المعاد تدويرها والجديدة؟ وهل هي خيار آمن؟

June 3, 2025

Read time

 دقائق للقراءة

تشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة ما من الإطارات المباعة في الأسواق هي من الإطارات المعاد تدويرها، فهل من الأمان تركيبها على شاحنتك؟

يؤكد الباحثون في هذا الشأن أن هناك الكثير من الإطارات المهترئة تكون معروضة للبيع في محلات بيع الإطارات المستعملة، وقد يكون من الصعب عليك، وحتى على خبير الإطارات أن يرى مؤشرات التلف الداخلي فيها.

وعندما يحين وقت استبدال إطار شاحنتك، فإنك تواجه قرارًا مهمًّا: هل تختار إطارات جديدة تمامًا، أم تفكر في الخيار المناسب للميزانية وهو الإطارات المستعملة؟

كلا الخيارين لهما إيجابيات وسلبيات، وبالتالي فإن اتخاذ القرار الصحيح يعتمد على عوامل مختلفة، لذا سوف نكتشف فيما يلي الفرق بين الإطارات الجديدة والمعاد تدويرها، ونحدد الخيار الأنسب لك.

تعريف الإطارات المعاد تدويرها وطريقة تصنيعها

الإطارات المعاد تدويرها، هي الإطارات التي لم تعد صالحة للاستخدام في المركبات بسبب تلفها أو تآكلها أو انتهاء عمرها الافتراضي، لذا فإنها تخضع لعملية إعادة تدوير لتحويلها إلى مواد خام أو منتجات بدلا من التخلص منها في مكبات النفايات أو حرقها.

تهدف إعادة تدوير الإطارات المستعملة إلى تقليل التأثير البيئي السلبي الناتج عن تراكم الإطارات المهملة، واستعادة الموارد القيمة الموجودة فيها مثل المطاط والصلب والألياف.

تبدأ عملية تصنيع الإطارات المعاد تدويرها للشاحنات بجمع الإطارات الخردة وفحصها، ثم تقطيعها وطحنها إلى قطع صغيرة أو مسحوق مطاطي.

يتم فصل المكونات مثل الفولاذ والألياف، ويُعالج المطاط الناتج لتنقيته، ولا تُستخدم الإطارات المعاد تدويرها مباشرة كإطارات جديدة للشاحنات بشكل عام لأسباب تتعلق بالسلامة، ولكن يُستفاد من المواد المعاد تدويرها في عدة تطبيقات مرتبطة بالشاحنات.  

ومن ذلك استخدام المطاط المعاد تدويره في صناعة مداس جديد للإطارات المجددة للشاحنات، كما يُستخدم المطاط المُفتت في صناعة منتجات مثل حواجز الطرق المطاطية، وأرصفة التحميل، وأرضيات مناطق الشحن ومواقف الشاحنات.

ينبغي أن تكون حذرًا، فمعظم الإطارات المستعملة في الأسواق تأتي من شركات تجمع الإطارات القديمة وتبيعها لتجار الإطارات المستعملة، حيث يتم فحصها بشكل سطحي للتأكد من عدم وجود عيوب ظاهرة وقدرتها على الاحتفاظ بالهواء مع التأكد من وجود حد أدنى من النقشة، وأحيانًا يتم تلوينها لتبدو جديدة.

الفرق بين الإطارات الجديدة والمعاد تدويرها من حيث الجودة والأداء

تختلف الإطارات الجديدة والمعاد تدويرها بشكل كبير من حيث الجودة والأداء، حيث تُصنع الإطارات الجديدة من مواد خام جديدة وفقًا لأحدث التقنيات ومعايير الجودة الصارمة، مما يضمن أداءً متفوقًا وموثوقًا في مختلف جوانب القيادة.

توفر الإطارات الجديدة أداءً أفضل من حيث التماسك والتحكم والثبات في الظروف الجافة والرطبة والثلجية، وذلك بفضل تصميم مداسها الجديد وعمقه الكامل، كما أنها تتمتع بمقاومة أعلى للتآكل وعمر افتراضي أطول، وتقدم مستويات أمان أعلى من حيث قوة التحمل ومقاومة الانفجار.

تخضع الإطارات الجديدة أيضًا لاختبارات جودة شاملة وتأتي مع ضمانات من الشركات المصنعة.

في المقابل، لا تستخدم الإطارات المعاد تدويرها كإطارات جديدة كاملة للشاحنات، خاصةً في الشاحنات الثقيلة التي تتطلب تحقيق أقصى درجات السلامة.

وبدلًا من ذلك، يُستخدم المطاط المعاد تدويره المستخرج من الإطارات المستعملة كمادة خام في صناعة مداس جديد للإطارات المجددة، أو في مكونات أخرى غير أساسية في الإطارات الجديدة بنسب محدودة، أو في منتجات أخرى مختلفة مثل أرضيات الملاعب والحواجز المطاطية.

وعلى الرغم من أن الإطارات المجددة توفر بديلًا اقتصاديًّا وصديقًا للبيئة للإطارات الجديدة في بعض التطبيقات -مثل الشاحنات التجارية التي يتم تجديد إطاراتها بشكل شائع- إلا أنها لا تضاهي الإطارات الجديدة من حيث الأداء العام والمتانة وعمر الخدمة المتوقع.  

تعتمد جودة الإطارات المجددة بشكل كبير على جودة الهيكل الأصلي للإطار المستعمل وجودة عملية التجديد نفسها، أما المنتجات الأخرى المصنوعة من المطاط المعاد تدويره، فهي مصممة لتطبيقات مختلفة لا تتطلب نفس معايير الأداء والسلامة العالية المطلوبة للإطارات الجديدة.

وبالتالي، فإذا كانت أولوياتك هي الحصول على أعلى مستويات الجودة والأداء والسلامة والموثوقية وعمر الخدمة الأطول، فإن الإطارات الجديدة هي الخيار الأفضل بلا منازع.

بينما تلعب المواد المعاد تدويرها من الإطارات دورًا مهما في الاستدامة وتقليل النفايات، وتجد لها تطبيقات مفيدة في مجالات متنوعة، إلا أنها لا تُعتبر بديلاً مباشرًا للإطارات الجديدة عندما يتعلق الأمر بأداء وجودة الإطارات المستخدمة في الشاحنات، خاصةً في الظروف الصعبة أو تطبيقات السلامة الحرجة.

هل يُنصح باستخدام الإطارات المعاد تدويرها؟ وما هي معايير السلامة الخاصة بها؟

في البداية، يمكننا أن نوضح أنه في حالة الإطارات المعاد تدويرها للشاحنات، فإن المنتج النهائي لا يعتبر إطارًا معاد تدويره بالكامل، بل هو "إطار مُجدد" يستخدم أجزاءً مستعملة ومواد جديدة ومواد معاد تدويرها بنسب محدودة.

والسؤال المطروح هنا هو: هل ينصح باستخدام الإطارات المجددة؟ بالنسبة للشاحنات والمركبات التجارية، فإن الإطارات المجددة تعتبر خيارًا مقبولًا ومستدامًا على نطاق واسع، وذلك ضمن معايير سلامة محددة.

يوفر تجديد الإطارات العديد من المزايا لقطاع النقل بالشاحنات، بما في ذلك:

مزايا الإطارات المجددة

توفير التكلفة

حيث تكون الإطارات المعاد تدويرها أرخص بكثير من الإطارات الجديدة، مما يقلل من تكاليف التشغيل لشركات النقل.

الفوائد البيئية

يقلل تدوير الإطارات من كمية النفايات من الإطارات المهملة، ويستهلك طاقة وموارد أقل مقارنةً بتصنيع إطارات جديدة بالكامل.

الأداء المقبول في بعض التطبيقات

بالنسبة لبعض أنواع الشاحنات وظروف القيادة، يمكن أن توفر الإطارات المجددة أداءً جيدًا ومقبولًا، خاصةً في الطرق السريعة والمسافات الطويلة.

معايير السلامة للإطارات المجددة للشاحنات

تخضع صناعة الإطارات المجددة للشاحنات لمعايير سلامة ولوائح صارمة لضمان جودتها وموثوقيتها، وتشمل هذه المعايير:

  1. أن يتم فحص الهيكل الأصلي للإطار المستعمل بعناية فائقة للتأكد من خلوه من أي تلف أو عيوب قبل البدء في عملية التجديد.
  2. أن يفي المداس الجديد المستخدم في عملية التجديد بمعايير جودة محددة من حيث التركيبة المطاطية والتصميم وعمق المداس.
  3. أن تتم عملية التجديد في مصانع معتمدة تتبع إجراءات ومواصفات قياسية لضمان جودة التجديد والتصاق المداس الجديد بالهيكل القديم بشكل آمن.
  4. أن تحمل الإطارات المجددة علامات واضحة تدل على أنها إطارات مجددة، وتاريخ التجديد، والشركة التي قامت بالتجديد، وأي معلومات أخرى ضرورية للمستهلك.
  5. التأكد من أن الإطارات المجددة التي يستخدمونها تتوافق مع جميع اللوائح ومعايير السلامة المعمول بها في مناطق تشغيلهم.

وعلى الرغم من وجود معايير السلامة، فإن الإطارات المجددة لا تزال تعتبر بشكل عام أقل أداءً وموثوقية من الإطارات الجديدة بالكامل، ولكنها تظل خيارًا عمليًّا واقتصاديًّا للعديد من شركات النقل والشاحنات التجارية التي تعمل في ظروف قيادة روتينية وبسرعات معتدلة.

ومع ذلك، أكدت دراسات أخرى على أن سلامة هذه الإطارات تعتمد بشكل أساسي على الصيانة الدورية، مثل ضبط ضغط الهواء بانتظام ومراعاة محاذاة العجلات.  

كما أن التقدم التكنولوجي المستمر في صناعة الإطارات يجعل الإطارات الحديثة، سواء جديدة أو مُعاد تصنيعها، أكثر أمانًا وكفاءة من الإطارات المصنوعة في الماضي.

كيفية صيانة الإطارات المعاد تدويرها

لا تختلف صيانة الإطارات المعاد تدويرها جوهريًّا عن صيانة الإطارات الجديدة، ولضمان أداء آمن وعمر افتراضي طويل لإطاراتك المعاد تصنيعها، من الضروري اتباع جدول صيانة دوري ومنتظم يشمل الجوانب التالية:

الفحص الأسبوعي أو كل 10,000 ميل لمداس الإطار

وذلك لأن مداس الإطار هو المسؤول عن ثبات المركبة وقدرتها على الجر والكبح الفعال، وبالتالي يساعدك الفحص المنتظم على اكتشاف علامات التآكل غير الطبيعي، أو التلف، أو الأجسام الغريبة العالقة بالإطار في وقت مبكر.  

يمكنك الفحص بصريًّا من خلال البحث عن التآكل غير المتساوي الذي قد يشير إلى مشاكل في المحاذاة أو نظام التعليق، أو التآكل في المنتصف أو الأطراف الذي يدل على ضغط هواء غير صحيح، أو الأجسام الغريبة التي يجب إزالتها، وأي شقوق أو انتفاخات تستدعي فحصًا متخصصًا.

يمكنك أيضًا استخدام أداة قياس عمق المداس أو قطعة نقود معدنية للتحقق من العمق المتبقي، وتأكد من استبدال الإطار إذا وصل العمق إلى الحد القانوني الأدنى وهو 1.6 ملم.

فحص ضغط الهواء

يفضل القيام بفحص ضغط الهواء قبل كل رحلة أو أسبوعيًّا على الأقل، وذلك لضمان الأداء الأمثل للإطار وسلامته وعمره الافتراضي.

كما أن الضغط غير الصحيح، سواء كان منخفضًا أو مرتفعًا، يؤدي إلى مشاكل متعددة، بما في ذلك التآكل غير المنتظم لمداس الإطار -الأطراف في حالة نقص الضغط، والمنتصف في حالة زيادة الضغط- وزيادة استهلاك الوقود بسبب مقاومة الدوران، وتدهور في التحكم بالسيارة خاصة عند المناورات الطارئة، وزيادة خطر تلف الإطار وارتفاع درجة حرارته مما قد يؤدي إلى انفجاره.

نظافة الإطارات

يمثل الحفاظ على نظافة الإطارات المعاد تدويرها خطوة وقائية هامة لإطالة عمرها وضمان سلامتها، وذلك أن تراكم الأوساخ، الحطام، الزيوت، والمواد الكيميائية على الإطارات يؤدي إلى تدهور مادة المطاط وتقصير عمرها الافتراضي.

أيضًا، يتيح تنظيف الإطارات إمكانية فحصها بدقة لاكتشاف أي تلف أو أجسام غريبة قد تكون عالقة بها، ولتحقيق النظافة المثلى، يوصى بغسل الإطارات بانتظام باستخدام الماء والصابون المعتدل الخاص بالمركبات وفرشاة ناعمة للمداس والجدران الجانبية.

القيادة الهادئة

تعد القيادة العدوانية، بما تشمله من تسارع وتوقف مفاجئ، وانعطافات حادة، وسرعات عالية، من الأسباب الرئيسية لتدهور الإطارات وتقليل عمرها الافتراضي.

تولد هذه الممارسات حرارة وإجهادًا زائدًا على الإطارات، مما يؤدي إلى تآكل أسرع للمداس وزيادة خطر التلف المفاجئ أو حتى انفجار الإطار.

ويكتسب هذا الأمر أهميةً خاصةً مع الإطارات المعاد تدويرها، التي قد تكون أقل قدرة على تحمل الإجهاد الشديد مقارنة بالإطارات الجديدة.

تجنب مخاطر الطريق

تضر القيادة فوق الأرصفة الحادة، والحفر العميقة، والأجسام الصلبة على الطريق بالإطارات، وتتسبب هذه المخاطر في حدوث تلف فوري للإطارات مثل الشقوق والقطوع والانتفاخات، أو حتى تلف داخلي غير مرئي قد يؤدي إلى مشاكل مستقبلية.

وقد تكون الإطارات المعاد تدويرها أكثر حساسيةً لهذه الصدمات مقارنة بالإطارات الجديدة، لذا يجب القيادة بحذر ويقظة لتفادي مخاطر الطريق قدر الإمكان، والتقليل من القيادة على الطرق الوعرة وغير الممهدة التي تزيد من تعرض الإطارات للتلف.

صيانة الشاحنة

هل تعلم أن صيانة الشاحنة بشكل دوري ومنتظم ليس فقط للحفاظ على أداء الشاحنة وكفاءتها، بل لها تأثير مباشر على صحة الإطارات وعمرها الافتراضي وسلامة القيادة؟!  

يؤكد الخبراء أن المشاكل الميكانيكية في الشاحنة، مثل اختلال محاذاة العجلات، أو تلف نظام التعليق، أو عدم توازن الفرامل، يمكن أن تتسبب في تآكل غير منتظم للإطارات، وتقصير عمرها، وزيادة خطر الحوادث، لذا، تعتبر الصيانة الشاملة للسيارة جزءًا أساسيًا من صيانة الإطارات.

ختامًا، إذا كنت في حيرة من أمرك حول الفرق بين الإطارات الجديدة والمعاد تدويرها، وأيهما يكون خيارًا آمنًا، فيمكنك التواصل بكل سهولة مع فريق دعم شركة "دربك" حيث نخبة من المتخصصين في إطارات الشاحنات، يجيبونك بكل كفاءة وشفافية عن كافة أسئلتك المطروحة في هذا المجال.