
مخاطر القيادة الليلية للشاحنات وإرشادات للحفاظ على التركيز
Majd Eddin Safaya
November 11, 2025
Read time
Minutes to read
الليل له سحره لكنه أيضاً يحمل مخاطره، خاصة عندما تكون خلف مقود شاحنة ضخمة تسير على طريق طويل ومظلم، في الوقت الذي يخلد فيه الناس إلى النوم، يبدأ عمل آلاف السائقين الذين يقودون شاحناتهم ليلاً لنقل البضائع، متسلحين بالصبر والخبرة والإصرار، لكن خلف هذه الصورة البطولية، يكمن خطر حقيقي:
فالقيادة الليلية تُعد من أكثر فترات القيادة خطورة على السائقين
وتشير الدراسات إلى أن حوادث الشاحنات تزداد بشكل ملحوظ في ساعات الليل، وأن التعب وقلة النوم هما العاملان الرئيسيان وراءها، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على أبرز مخاطر القيادة الليلية، ونقدم إرشادات عملية للحفاظ على التركيز والسلامة، وسنوضح كيف تساهم شركة دربك في دعم السائقين من خلال إطاراتها عالية الأداء التي صُممت خصيصاً لمواجهة تحديات الطرق الليلية.
لماذا القيادة الليلية أكثر خطورة على سائقي الشاحنات؟
قبل الخوض في تفاصيل الأسباب العلمية، من المهم أن نتأمل واقع الطرق ليلاً، حيث السكون يغلب على المشهد لكن الخطر يتربص في الظلام، فالقيادة الليلية تبدو في ظاهرها أسهل بسبب قلة الازدحام، لكنها في الحقيقة أكثر خطورة، لأن العوامل التي تحيط بالسائق تتغير تماماً من حيث الرؤية واليقظة وحتى التفاعل الجسدي.
رغم أن الطرق تكون أقل ازدحاماً في الليل، إلا أن احتمالية وقوع الحوادث تكون أعلى. والسبب... مجموعة من العوامل البيولوجية والبيئية.
- الساعة البيولوجية والسهر:
الجسم البشري مبرمج على النوم أثناء الليل، وعند القيادة في هذه الساعات، يواجه السائق تحدياً ضد طبيعته البيولوجية، مما يؤدي إلى بطء الاستجابة وانخفاض التركيز.
وبحسب الإدارة الوطنية للسلامة المرورية NHTSA))، فإن القيادة أثناء الشعور بالنعاس مسؤولة عن نحو 9% من الحوادث في الولايات المتحدة، وأكثر من نصفها يحدث خلال ساعات الليل.
- ضعف الرؤية والإضاءة المحدودة:
في الليل، تقل قدرة العين على تمييز التفاصيل والألوان، كما أن أضواء السيارات القادمة من الاتجاه المعاكس قد تسبب العمى المؤقت أو تشويش الرؤية، هذه المشكلات البصرية تجعل من القيادة في الظلام مهمة تتطلب تركيزاً مضاعفاً.
- الإرهاق الذهني والجسدي:
العمل لساعات طويلة في النهار، ثم القيادة ليلاً، يؤدي إلى إجهاد شديد، يجعل السائق أكثر عرضة للأخطاء.
بحسب دراسة من المعهد الوطني للنوم NIH))، فإن السائق الذي يقود بعد 17 ساعة من الاستيقاظ يكون أداؤه مماثلاً لشخص يقود تحت تأثير الكحول.
أبرز المخاطر التي تواجه سائق الشاحنة ليلاً:
قبل أن نبدأ في عرض أبرز المخاطر التي تواجه السائقين أثناء القيادة الليلية، من المفيد أن نضع أنفسنا مكانهم لنتخيل المشهد: طريق طويل، ظلام يلف المكان، وضوء المصابيح هو الرفيق الوحيد. في مثل هذه الأجواء، يصبح التركيز تحدياً حقيقياً، وأي خطأ صغير يمكن أن تكون له عواقب كبيرة.

- النعاس المفاجئ Microsleep)):
هي لحظات قصيرة يفقد فيها الدماغ الاتصال بالواقع لثوانٍ معدودة دون أن يلاحظ السائق، كإغلاق العينين بشكل لا إرادي. في تلك الثواني قد تتحرك الشاحنة عشرات الأمتار دون تحكم، وهو ما يؤدي إلى حوادث قاتلة.
- ضعف تقدير المسافات والسرعة:
في الظلام، يصعب على السائق تقدير المسافة الفعلية بينه وبين المركبات الأخرى. لذلك فإن حوادث الاصطدام الخلفي أكثر شيوعًا في الليل.
- الحيوانات والمفاجآت على الطريق:
في المناطق الريفية أو الطرق السريعة البعيدة، تزداد احتمالية ظهور الحيوانات أو المركبات المتوقفة بشكل مفاجئ، مما يتطلب ردة فعل سريعة قد تكون صعبة في حالة التعب.
- التأثير النفسي للعزلة والهدوء المفرط:
القيادة ليلاً تعني ساعات طويلة من الصمت والوحدة. هذه البيئة قد تؤدي إلى شرود الذهن أو فقدان الانتباه التدريجي.
دراسات وإحصائيات عالمية حول القيادة الليلية:
- دراسة من جامعة فلوريدا (2022):
أظهرت أن احتمالية وقوع حوادث الشاحنات في الليل تزيد بنسبة 41% مقارنة بالنهار.
- تقرير منNHTSA عام (2023):
الإرهاق كان عاملاً مشتركاً في 13% من حوادث الشاحنات الكبيرة.
- مؤسسةAAA :
أشارت إلى أن 37% من السائقين اعترفوا بالقيادة وهم يشعرون بالنعاس، ما يزيد احتمالية الحوادث بنسبة الضعف.
- المعهد الأوروبي لسلامة النقل ETSC)):
أظهر أن 60% من السائقين الليليين يعانون من اضطرابات النوم أو التعب المزمن.
هذه الأرقام تبيّن أن القيادة الليلية ليست مجرد تحدٍ، بل خطر حقيقي يستدعي وعيًا وإجراءات وقائية من السائقين والشركات على حد سواء.
إرشادات للحفاظ على التركيز أثناء القيادة الليلية
قبل أن نستعرض النصائح العملية، يجب أن ندرك أن القيادة الليلية تشبه ماراثوناً من التركيز والانتباه، السائق الذي يعرف كيف يعتني بنفسه ويُدير طاقته هو من يستطيع الوصول بسلام، مهما طال الطريق، لذلك تأتي هذه الإرشادات لتكون دليلك العملي لحماية نفسك وشاحنتك خلال الرحلات الليلية.
- احصل على قسط كافٍ من النوم قبل الرحلة:
النوم الجيد هو خط الدفاع الأول ضد التعب. يجب أن ينام السائق ما لا يقل عن 7 ساعات قبل أي رحلة ليلية.
- تناول طعامًا خفيفاً ومتوازناً:
الوجبات الثقيلة تُرهق الجهاز الهضمي وتسبب النعاس، استبدلها بوجبات خفيفة غنية بالبروتين والفواكه.
- تجنّب المشروبات المنبهة بكثرة:
الكافيين مفيد عند الاستخدام المعتدل، لكن الإفراط فيه يؤدي إلى تذبذب في الطاقة والشعور بالانهيار لاحقاً.
- التوقف المنتظم للراحة:
احرص على التوقف كل ساعتين أو ثلاث في مناطق آمنة للتمدد وشرب الماء، هذه الاستراحات القصيرة تحافظ على تدفق الدم وتجدد التركيز.
- اضبط إضاءة المقصورة:
احرص على أن تكون الإضاءة داخل الكابينة معتدلة لا تشتت الانتباه، ولا تسبب إجهاد للعينين.
- استخدم أنظمة المساعدة في القيادة:
الكثير من الشاحنات الحديثة مزودة بتقنيات مثل تحذير مغادرة المسار أو مراقبة النعاس، استخدمها بشكل فعّال.
- لا تعتمد على العزيمة فقط:
إذا شعرت بالتعب أو النعاس، لا تحاول المقاومة، بل توقف فوراً، الاستراحة القصيرة قد تنقذ حياتك.
كيف يمكن للإطارات الجيدة أن تُحدث فرقاً كبيراً؟
قد لا يخطر ببال كثيرين أن الإطارات تلعب دوراً مباشراً في تقليل الحوادث الليلية، فالإطار هو النقطة الوحيدة التي تربط الشاحنة بالطريق، وأي خلل فيه قد يؤدي إلى فقدان السيطرة، حيث أن الإطارات الجيدة تتميز بما يلي:
- التماسك والثبات:
الإطارات عالية الجودة توفر تماسكاً أفضل على الطرق المبللة أو الزلقة التي تكثر ليلاً بسبب الرطوبة، فكلما كان الإطار أكثر التصاقاً بالأرض، زادت قدرة السائق على المناورة الآمنة.
- الإطارات الرديئة تزيد من خطر الانفجار:
في درجات الحرارة المنخفضة ليلاً، ينكمش الهواء داخل الإطارات الرديئة مما يؤدي إلى انخفاض الضغط المفاجئ، وهو أحد أسباب الحوادث.
- إطارات دربك: الثقة في الظلام:
هنا يبرز دور إطارات دربك، التي صُممت لتحمل ظروف القيادة الطويلة والليلية، فهي مزودة بتقنيات تقلل من مقاومة الدوران وتحافظ على حرارة مثالية، مما يزيد من استقرار الشاحنة على الطريق.
إن حصولها على علامة الجودة السعوديةSASO) ) يؤكد قدرتها على العمل في أقسى الظروف المناخية، سواء في طرق المملكة الحارة أو لياليها الرطبة.
نصائح موجهة لشركات النقل والسائقين المحترفين:
قبل أن نتحدث عن النصائح العملية، من المهم أن ندرك أن مسؤولية الأمان على الطرق لا تقع فقط على السائق، بل تمتد أيضاً إلى شركات النقل التي تنظم جداول العمل وتوفر التدريب والمعدات، فنجاح رحلة آمنة يبدأ بتعاون الطرفين؛ الشركة التي تخطط، والسائق الذي يلتزم ويقود بوعي.
- تنظيم جدول القيادة:
يجب على شركات النقل جدولة الرحلات بحيث لا تتجاوز ساعات القيادة الليلية الحدود الآمنة، وتوفير فترات راحة إجبارية للسائقين.
- فحص الشاحنات قبل كل رحلة:
تأكد من جاهزية الأضواء، ضغط الإطارات، المكابح، والزيوت. أي خلل بسيط ليلاً قد يتحول إلى كارثة.
- تدريب السائقين على القيادة الليلية:
تدريب السائقين على مهارات الرؤية الليلية واستخدام الأنظمة الحديثة يمكن أن يقلل من الأخطاء البشرية.
- توفير الدعم النفسي والمعنوي:
القيادة الطويلة في الليل تُسبب عزلة وضغطاً نفسياً كبيراً، وجود تواصل دائم مع الشركة أو فرق الدعم يعزز من معنويات السائق.
القيادة الليلية في بيئة الخليج:
إن الظروف المناخية في الخليج تجعل القيادة الليلية خياراً مفضلاً لتجنّب حرارة النهار، لكنها أيضاً تحمل مخاطر مضاعفة بسبب الرطوبة العالية والضباب في بعض المناطق.
في المملكة العربية السعودية، حيث تمتد الطرق لآلاف الكيلومترات بين المدن، تلعب الإطارات دوراً أساسياً في الحفاظ على تماسك المركبة، وهنا يأتي دور دربك في تقديم إطارات مصممة خصيصاً لتحمل هذه البيئة، تمنح السائقين راحة وثقة حتى في الرحلات الليلية الطويلة.
مع دربك، لا تخاف من الطريق المظلم… فالثقة تبدأ من الإطار.
وفي الختام...
القيادة الليلية ليست مجرد رحلة على طريق مظلم، بل اختبار حقيقي لقدرة السائق على التحمل والانتباه، فكل ثانية من التعب، وكل خطأ في التركيز، قد تكون فاصلة بين الحياة والموت.
لكن بالوعي، والتخطيط، والصيانة المنتظمة، وبالإطارات المناسبة مثل إطارات دربك، يمكن تحويل هذا التحدي إلى تجربة قيادة آمنة وممتعة.
دربك… ثقة تمتد حتى آخر الطريق، حتى في ظلام الليل.


