المدونة

ماذا يحدث إذا لم يتم إحكام تثبيت الإطارات بعد تغيير العجلة؟

أحمد ناظم

June 29, 2025

Read time

 دقائق للقراءة

عند النظر لأول وهلة تبدو عملية تغيير الإطارات روتينية جداً، ولكن على أنها كذلك إلا أنها تتطلب دقة هندسية في التعامل والتثبيت خصوصاً مع إطارات الشاحنات الكبيرة، فهذه الإطارات هي الحلقات الدوارة في قطاع النقل التجاري والتي بدورها تنعش الاقتصاد المحلي والدولي، وأي خطأ في عملية التثبيت يمكن أن يحول الرحلة الآمنة إلى كابوسٍ مأساوي خطير، وقد أجرت منظمة السلامة على الطرق السريعة الأمريكية دراسة على الحوادث المميتة وتبين بأن ١٥% من الحوادث مرتبطة بمشاكل وأخطاء ميكانيكية، ويأتي في مقدمتها تثبيت الإطارات بشكل غير صحيح.

عدم إحكام تثبيت الإطارات بعد تغييرها يعد من المشاكل التي تساهم في زيادة نسبة الحوادث والتوقف الجانبي على الطرقات التجارية، وبعد أن تجاوزنا الحوادث المأساوية يتبقى التأثير الواضح على الأداء، فإن أداء الإطارات مرتبط بشكل كبير في طريقة تركيبها وتوزيعها، لهذا فإن عملية التثبيت تعتبر قفل أمان يوضع على الإطارات لحماية وضمان سلامة الطرقات التجارية، وتتركز وظيفة صواميل التثبيت على السيطرة على ضغط عزم الدوران الذي يسحب الإطارات إلى الخارج بشدة عالية.

المخاطر الناجمة عن عدم إحكام تثبيت الإطارات

المخاطر الناجمة عن عدم إحكام تثبيت الإطارات

أولاً: انفصالُ العجلة والإطار أثناء القيادة

عندما يتهاون الحرفي ولا يشُّدُ براغي العجلة بالعزم المناسب بواسطة جهاز العزم (Torque)، فإن البراغي تكون أمام تحدٍ كبير يتمثل بمقاومة القوى الاهتزازية الشديدة والمستمرة طوال حركة الشاحنة مع اختلاف التضاريس والبيئات على الطريق، ومع مرور الوقت وسير الشاحنة لمسافات طويلة لأيام وشهور تتمكن الاهتزازات من إضعاف التماسك بين العجلة ومحور الدوران المسمى بـ (Hub) في العديد من الحالات تحدث تخلخلات قوية وفقدان للسيطرة ولكن لا تنفصل الإطارات عن الشاحنة، ولكن مع الحالات الشديدة أو التي تكون البراغي فيها مفقودة أو مرخية جداً تنفصل العجلة عن الشاحنة مسببة كارثة حقيقة في الطرقات السريعة. 

وتبدأ العواقب الوخيمة بالظهور بشكل فوري حال انفصال العجلة والإطار، فـ يفقد السائق السيطرة على المركبة، فـ في حالة فقدان أحد الإطارات الأمامية فإن الشاحنة سوف تنحرف بشكل شديد عن مسارها، بينما في حالة فقدان أحد الإطارات الخلفية فإن الشاحنة تفقد قدرتها على التوازن، والأمر أشد في حالة الشاحنات والسيارات التي تعمل بالدفع الخلفي، بينما من جانب آخر تتسبب العجلة الطائرة إلى حوادث متسلسلة فقد تصطدم بالمركبات الأخرى مسببة سلسلة من الحوادث والتوقفات فضلاً عن حالات إصابة المشاة أو الممتلكات العامة والخاصة التي على الطريق، وهي بهذه الخطورة التي تجعلنا نشبّه العجلة المنفصلة عن الشاحنة بالقذيفة المطاطية التي إذا أصابت البنية التحتية قد تحدث ضرراً كبيراً فيها، مما يجعلنا ننوه على أهمية تثبيت العجلات بشكل محكم والتأكد من ذلك قبل كل رحلة وذلك لقطع الشك باليقين ويعتبر هذا إجراءً احترازياً يضمن سلامة الجميع. 

في العام ٢٠١٨م، سجلت إدارة السلامة المرورية في الولايات المتحدة الأمريكية (NHTSA) ٣٥ حادثاً مميتاً ناتجاً عن انفصال العجلات بشكل مفاجئ، معظم الحالات كانت بسبب التثبيت غير الصحيح للعجلات والإطارات، وأحد هذه الحوادث وقع في تكساس عندما انفصلت عجلة من إحدى شاحنات النقل مما أدى إلى اصطدامها بسيارة عائلية وتسبب ذلك في مقتل ثلاثة أشخاص.

ثانياً: الاهتزازات وعدم الاستقرار الديناميكي

ينبغي الانتباه إلى أن خطورة عدم تثبيت العجلات بشكل صحيح لا تقف على انفصال العجلة فقط، بل يتعدى أكثر من ذلك حتى وإن لم ينفصل الإطار بالكلية، فـ المخاطر تحدق بك من كل مكان، وأولها حدوث الاهتزازات المستمرة والتي تُفقد السائق القدرة الديناميكية على الثبات في المسارات المستقيمة، وهذه الاهتزازات تنتقل إلى جسم الشاحنة من خلال نظام التعليق، فـ ينتشر الضرر من الإطارات إلى الجنط ومن ثم يصل إلى نظام العليق والشاحنة كلها، وهذا الأمر يُنتج سلسلة من التبعات السيئة بالنسبة للمركبات، فـ في حالة الباصات وشاحنات نقل الأفراد فإن هذا يسبب إزعاجاً للركاب بشكل ملاحظ ومريع جداً، بينما يتفاقم الأمر عندما نتكلم عن شاحنات النقل التجاري، فـ هنا أنت تتكلم عن بضاعة ومواد تجارية ثمنها ضعف ثمن الشاحنة كلها، فـ تعرضها للاهتزاز الشديد والتخبط يعرضها للتلف والكسر، وهذا إضرار بالأمانات وبالتالي ينخفض مستوى الثقة بـ سائق الشاحنة وبشركة النقل اللوجستي المسؤولة عن هذه الشاحنة. 

ومن الأضرار المتراكمة التي تنتج مع الوقت في حالة عدم إصلاح المشكلة، ما يصيب محامل العجلات والتي تتلف بسرعة أكبر من المعتاد في حالة وجود اهتزازات وفقدان للاستقرار، مما يجعل تكاليف الصيانة مضاعفة بشكل شهري، بينما يأتي التأثير على جنط العجلة ظاهراً من خلال مشاهدة التشققات والفطور على هيكل الجنط، خصوصاً في الجنطات المصنوعة من سبائك الألمنيوم والتي تكون أكثر عرضة للإجهاد المعدني وبالتالي أكثر عرضةً للتفكك والتشقق، وهذه المشاكل كلها تنعكس بشكل مباشر على بنية إطارات الشاحنات، مما يترك فيها تآكلاً غير منتظم وانتفاخات في جدران الإطارات، مما يعجّل في انقضاء عمرها الافتراضي، ويزيد مرة أخرى من تكاليف الصيانة الدورية. 

ثالثاً: زيادة استهلاك الوقود

يتركز تأثير الإطارات غير المثبتة بإحكام على زيادة استهلاك الوقود بشكل غير طبيعي، وذلك نتيجة لاختلال التوازن الحاصل في عموم المركبة، والذي يعتبر مسبباً من مسببات زيادة حمل المحرك، أضف إلى هذا زيادة نسبة احتكاك الإطارات بالطريق، مما يجبر المحرك على بذل جهد مضاعف وحرق المزيد من الوقود للحفاظ على السرعة المطلوبة، كما أن زيادة استهلاك الوقود في الشاحنات تعتبر مشكلة تسلسلية، بمعنى أنها لا تنتهي في نقطة معينة بل تستمر حتى تسبب ضرراً لبقية قطع وأجزاء المحرك الداخلية والخارجية، ومن أوائل القطع المتضررة هي أنظمة التعليق والفرملة، وتليها الأجزاء الداخلية للمحرك، مما يجعلنا ننتقل من مشكلة بسيطة متعلقة بالبراغي المثبتة للعجلات إلى صيانة شاملة للمحرك. 

معلومة إضافية: قد يتسائل الكثير من الناس عن سبب تأثير  زيادة احتكاك الإطارات بـ ارتفاع صرفية الوقود؟ والجواب على هذا يمكن أن يكون مبسطاً بأن نقول إن مساحة الإحتكاك التي تشغلها الإطارات كلما زادت كلما احتاجت إلى قوة أكبر لتحريكها، وإذا أردنا أن نفصّل أكثر في الاجابة: فيمكننا القول أن المساحة الملامسة للأرض تتطلب قوة معينة لتخرج من حالة السكون إلى حالة الحركة، لكل سنتيمتر من هذا المساحة ما يقابله من القوة النيوتنية (العزم) الذي يصدره المحرك، فـ عندما تكون الإطارات غير مثبتة أو منخفضة الضغط تزداد المساحة الملامسة للإطار، مما يزيد من احتياج القوة الحركية التي يصدرها المحرك، وهذا الأمر يضع المحرك أمام تحدٍ إضافيّ مما يجعله أكثر استهلاكاً للوقود مما لو كانت المساحة طبيعية ولا تشكل حملاً كبيراً على المحرك. 

رابعاً: أعطال غير متوقعة!

تلف نظام التعليق:

عندما يتم تركيب الإطارات بطريقة خاطئة، أو بشكل غير متوازن أو بشد الصواميل بعزم غير مناسب، تنتج عن هذه الأخطاء اهتزازات عالية تنتقل من العجلات مباشرة إلى الوصلات الخلفية والأمامية في أنظمة التعليق الخاصة بالشاحنات، مما يسبب تراكماً في الضغوط الديناميكية على النوابض والصمامات الهيدروليكية التي لم تُصمم لتحملها، بينما من جانب آخر يصر الضرر إلى وصلات الكُرة أو ما تسمى (Ball Joints) وهي بشكل حرفي مفاصل نظام التعليق، ومن خلالها تصل الاهتزازات إلى ذراع التحكم العلوي (Upper Control Arm) حينها تبدأ هذه الأجزاء بفقدان قدرتها على امتصاص الضغط العالي وتحمل الانحناءات والانعطاف بشكل سليم وسلس، بل قد تسمع منها أصواتاً وطقطقة، وهذا إنما يدل على تلف هذه الأجزاء المهمة والتي لا تسير الشاحنة ولا السيارة إلا وهذه الأجزاء سليمة، مما يعني زيادة وقت التوقف للصيانة والتصليح، مما يسبب مشكلة اقتصادية ومالية للسائق وللشركات اللوجستية. 

تلف نظام الفرامل:

نتيجة لعملية تثبيت الإطارات بصورة خاطئة، أو في حالة عدم إحكام شد الصواميل، هذه العوامل كلها تؤثر على حامل الروتور (Rotor Carrier)، مما يسبب فيه انحرافاً معيناً بدرجات مختلفة، وهذه التغير يُنتجُ تغيراً أكبر في سماكة قرص الفرامل (Rotor Runout)، مسبباً بذلك اهتزازاتٍ عند الضغط على دواسة الفرامل، هذه الاهتزازات المستمرة تدفع وسادات الفرامل لعمل اتصالٍ غير متوازن بالروتور، مما يعرض مناطق محددة منها لضغط وحرارة أكبر من الحد المسموح به، هذا يسبب تآكلاً لأقراص الفرامل بشكل غير متساوٍ مما ينتج عنه صرير وخرخشة، وفي حالة تجاهل هذه المشكلة فقد ينحني الروتور نتيجة للضغط الزائد ودرجات الحرارة المرتفعة، وهذا كله يزيد من مساحة التوقف المتوقعة بشكل كبير معرضاً المركبة إلى خطرٍ شديد فيما إذا أراد السائق الفرملة بسرعة عالية. 

يتضح جلياً للقارئ خطورة وقوع تلف في نظام الفرامل، خصوصاً في الشاحنات التجارية التي تسلك الطرق السريعة، فإن زيادة وقت التوقف يعني أن الشاحنة قد لا تتوقف في المكان والوقت المناسبين، وقد تصطدم بما أمامها قبل أن يتمكن السائق من عمل أي ردة فعل مفيدة، هذه المخاطر المحدقة بمجتمع السائقين يجب أن نتعاون على حلّها وتجنب وقوعها، وذلك من خلال التوعية والإلتزام بقواعد السلامة والأمان. 

تعطلّ نظام مراقبة ضغط الإطارات (TPMS):

يشمل نظام مراقبة ضغط الإطارات والمعرف اختصاراً بـ (TPMS) على أجهزة استشعار داخلية دقيقة مثبتة في أضلاع العجلة أو في صمام الهواء الداخلي للإطارات، وتعتمد كفاءة عمل هذا النظام على تركيب الإطارات بصورة صحيحة وبدون أن يتعرض الصمام إلى أي لمسة من المفكات أو من غيرها من الأدوات، ويجب الحذر من أن يتعرض الصمام لضربة مباشرة أثناء التركيب أو أثناء مرحلة الصيانة، وفي حالات أخرى عندما يتم تثبيت الإطارات بشكل غير صحيح ولا يتم إحكام الصواميل جيداً، نتيجة استعمال أدوات تقليدية لفك العجلات وتركيبها والتي تتطلب قوة محورية مما يزيد من احتمالية التعرض لإصابة، وقد يتعرض الحساس إلى خدش أو كسر دقيق في جسم المستشعر، مما يُحدثُ تسرباً بطيئاً في الضغط داخل الإطارات بدون تنبيه النظام الالكتروني ولا يستطيع المستشعر اكتشافه بسبب الضرر الواقع فيه. 

كما أن البطارية الداخلية للمستشعر قد تتعطل نتيجة لتلف الغلاف المانع للرطوبة بفعل الضغط المتغير للإطارات، حينها يًُصدر النظام إنذارات وتنبيهات خاطئة أو يتوقف عن العمل كُلياً، مما يجعل قدرة السائق على معرفة ضغط الإطارات معدومة، مما يعني انقطاع التنبيه عن أي انخفاض للضغط قد يسمح للسائق بتلافي وقوع كارثة، الأمرُ الذي يرفع مستوى الخطورة على السائق وزملائه في الطريق، فضلاً عن احتكاك الإطار بشكل زائد مما يسبب تلفه وانفجاره، وعند حدوث تسرب بطيئ دون رصد، قد يظهر في هذه الحالة بروز جانبي أو انطباع مسّطح والذي يسمى (Flat Spot) والذي يظهر على الإطارات نتيجة استخدام الإطارات وهي مملوءة جزئياً بالهواء، مما يزيد من الهدر التدريجي في الأداء ويختزل عمر الإطار المطلوب ويسرّع استبداله مبكراً.  

اختلال قراءة عداد السرعة:

عندما يتغير حجم الإطار نتيجة لتسريب الهواء، أو تركيب إطارات بحجم مختلف عن الحجم المناسب للشاحنة، أو في حالة تلف الإطار وتآكله بشكل كبير، يتعطل نظام قياس سرعة الشاحنة بشكل جزئي، فـ عداد السرعة يعتمد على عدد دورات الإطار، والذي تغير قطره الخارجي نتيجة للتلف والتآكل، مما يخلق خطأ في القراءة بنسبة بين ٣-٥% في القراءة الفعلية للسرعة والمسافة المقطوعة، هذا الاختلال الملاحظ يجعل السائق يسير بسرعة أكثر أو أقل من السرعات المحددة للطرق، مما يعرضه للمخاطر والمخالفات، وكل هذه المشاكل مرتبطة بشكل مباشر بطريقة تركيب العجلات وإحكامها، لأننا كما قلنا سابقاً الإطارات جزءٌ مؤثر على جميع أجزاء المركبة. 

علاوة على ما ذكرنا آنفاً، فإن الاختلاف الكبير في قطر الإطار يتسبب في تغيير توزيع الوزن على أنظمة التعليق، والتي تعمل على توجيه الشاحنة وتوزيع القوة الدافعة، الأمرُ الذي يزيد من حدة الاهتزازات ويقلل من دقة استجابة نظام التحكم الالكتروني في الثبات (ESC)، إضافة إلى الأنظمة المساعدة الأخرى. 

إهمال تثبيت الإطارات بالشكل الصحيح لا يعني فقط احتمالية انفصال العجلة أثناء القيادة، بل يفتح باباً لسلسلة من الأعطال الخطيرة، تبدأ بفقدان السيطرة على المركبة، وتمرّ باهتزازات تضرّ أنظمة التعليق والفرملة، ولا تنتهي إلا بزيادة استهلاك الوقود وتآكل الإطارات وتلف أجهزة الاستشعار... كل هذا بسبب براغٍ لم تُشدّ بعزمها المناسب.

كيفية تجنب هذه المشكلات: 

تعتبر عملية تركيب وصيانة الإطارات أحد أهم العوامل المتعلقة بالسلامة على الطرق التجارية، الفشل في تركيب الصواميل بإحكام وبالطريقة الصحيحة، يؤدي إلى وقوع حوادث خطيرة، كما أن الاستعمال الخاطئ للأدوات أو الإهمال في الفحص الدوري يزيد من المخاطر المتوقعة أثناء الرحلات الطويلة، وفي الأسطر القادمة سوف نتحدث بشكل عميق عن كيفية تجنب هذه المشكلات: 

أولاً: الطريقة الصحيحة لشد الصواميل

ضبط عزم الشد بدقة يحافظ على التلامس المتوازن بين العجلة والمحور، مما يمنع انحراف العجلة أو انفصالها أثناء القيادة، فإذا كانت الصواميل غير مشدودة بما فيه الكفاية فقد تفقد العجلة تثبيتها الآمن، كما لو شدّت بقوة عالية فإن مسامير العجلة قد تتمدد أو تنكسر، وتالياً تأتي الخطوات العملية لشد الصواميل.

الخطوات العملية لضبط عزم الشد الصحيح: 

أ-  التنظيف وإعداد العجلات: تأكد من نظافة المسامير والصواميل ومحور العجلة، وخصوصاً فتحات العجلة من الصدأ والأوساخ، لأن وجود الأوساخ في هذه المناطق يمنع الإتصال الكامل، مما يعني ضعفاً في التعامل مع عملية تمدد المعادن مع الحرارة.

ب- تسلسل الربط المتقاطع: اركب العجلة على المحور ثم شدّ الصواميل بشكل متقاطع (نجمة) بشكل مبدئي بيدك فقط إلى أن يحصل تلامس كامل بين الصواميل وسطح العجلة، هذه الطريقة تضمن لك توزيعاً أفضل لوزن العجلات وتثبيتاً أكبر لها.  

ج-  استخدام مفتاح عزم مُعاير: باستخدام جهاز العزم المُعاير والمعروف باسم (Torque Wrench) والذي يتم ضبطه على القيمة المناسبة لشدّ الصواميل وفقاً لتوصيات الشركة المصنعة، أكمل شد الصواميل وصولاً إلى العزم المقرر، وبالتأكيد يتم إحكام الصواميل على مرحلتين في كل مرحلة يتم ضغط نصف العزم وذلك كإجراء أكثر أماناً تجنباً لإحداث تشوه أو إجهادٍ زائد على الجهاز وعلى الصواميل. 

د- التحقق النهائي: بعد إتمام العملية على الوجه المطلوب، قم بمراجعة الخطوات والتحقق من عداد قراءة مفتاح العزم للتأكد من أن العملية قد كانت ناجحة تماماً وبدون أخطاء. 

ما هي مخاطر إهمال هذه العملية؟

نتيجة لشد الصواميل بأقل من القيمة المقررة والصحيحة لها، فإن الصواميل بطبيعة الحال سوف ترتخي وتتعرض للضغط الشديد الذي قد يسبب  خروجها من المسامير، وبالتالي انفصال العجلة كلياً، وفي حالة عدم وقوع ذلك، فإن الشاحنة تتعرض للأذى في الأجزاء المتصلة بالإطارات، مثل أنظمة الفرملة والعليق. 

ثانياً: الفحص السريع قبل الإنطلاق

حتى عندما يكون العزم مضبوطاً بالدرجة الصحيحة فإن الصواميل والمسامير معرضة لكل شيء، لذا فإن مما تتعرض له هو الإنحراف المبكر بسبب خصائص المعدن ومحاولته الاستقرار على الوضع الجديد، فضلاً عن اهتزاز المركبة أثناء تحميل البضاعة وزيادة الضغط على العجلات بشكل سريع، لذا ينصح الخبراء دائماً بقيادة المركبة أو الشاحنة لمسافة قصيرة، ومن ثم يتم إجراء فحص سريع للصواميل والعجلات والإطارات، وصولاً إلى إجراء فحص نظري على جميع الشاحنة، وذلك للتأكد من أن كل الأمور على ما يرام قبل الإنطلاق في الرحلة الطويلة والثبات على المسار المحدد، فـ هذا الفحص السريع يعطي السائق قدرة على تدارك الأمور قبل أن تصبح كارثية، وقبل فوات الوقت المحدد للرحلة التي وّكلت إليه.

الخطوات العملية للفحص السريع: 

أ- أكمل قيادة المركبة بحذر خلال الـ ١٠٠ كيلومتر الأولى، وتجنب الدخول في الجسور الطويلة أو الأنفاق ومن ثم توقف لإجراء الفحص السريع. 

ب- في موقفٍ مناسب ومؤمن ابدأ بالتأكد من ضبط العزم في كل الصواميل، من خلال إعادة ضبطها على العزم المحدد مرة أخرى. 

ج- تحقق من أن جميع الصواميل متطابقة بالعزم المقرر، لأن وجود اختلاف في عزم إحدى الصواميل يدل على وجود مشكلة فيها. 

د- تحقق من بقية أجزاء الشاحنة، مثل الإطارات والمياه والزيت والهواء، وتأكد من أنك مستعد لخوض هذه الرحلة. 

شدّ الصواميل بطريقة صحيحة باستخدام مفتاح العزم لا يحمي فقط الإطارات، بل يحافظ على سلامة السائق والمركبة، ويمنع حوادث قد تكون كارثية بسبب انفصال العجلات أثناء القيادة.

وبهذه الكلمات نكون قد أتممنا الإجراءات الاحتياطية والوقائية لضمان سلامة المركبة، والتأكد من عدم وقوع مشاكل ناتجة عن عدم إحكام شد الصواميل الخاصة بالعجلات، وإغفال إعادة الفحوصات والتأكد من سلامة الشاحنة، قد يعرضك لمواقف لا نتمناها لأحد، وذلك أن هذه المنطقة المخصصة لتثبيت الإطارات معرضة للكثير من البيئات والتغيرات، فمن السهولة بمكان أن يصيبها التأكسد والصدأ والارتخاء والانكسار والتشقق، وهذا أمرٌ ليس بالغريب لمن كان له خبرة في هذا المجال. 

وبكل تأكيد، فإن شركة دربك للإطارات تعمل جاهدة على توفير الدعم التوعوي للسائقين والعاملين في قطاع النقل اللوجستي، من خلال المقالات والمنشورات والإطارات عالية الجودة، فـ مع تقديمها منتجاتٍ فاخرة مخصصة للسوق السعودي، إلا أنها لم تبخل بالمعلومات والمعرفة وقدّمتها على طبقٍ من ذهب في هذه المكتبة المعرفية المليئة بالمعارف والمعلومات التي تغذي معرفة سائقي الشاحنات ومُّلاك الأساطيل اللوجستية. 

________________________________________________

للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع:

المصدر الأول

المصدر الثاني

المصدر الثالث 

المصدر الرابع

المصدر الخامس