
نصائح لحماية إطارات الشاحنة من التأثيرات السلبية للمناطق الموحلة
مجد الدين صفايا
July 24, 2025
Read time
دقائق للقراءة
الطرق الموحلة ليست مجرد عائق في وجه السائق… بل تحدٍ مباشر لقوة الشاحنة وثباتها وأمانها، وفي قلب هذا التحدي، يقف الإطار كخط الدفاع الأول، فكل حفرة موحلة ما هي إلا فخ ماكر يسبب تآكُل مبكّر، أو تلفٍ غير متوقّع، أو حتى حادث لا يُحمد عقباه.
لذلك سواء كنت تقود في صحراء بعد مطر أو تخترق طرقاً ترابية في مناطق ريفية، فإن الوحل لا يرحم، فقد يبدو مجرد طين، لكنه في الحقيقة عدو صامت يهاجم الإطارات من الداخل والخارج، يُضعف قبضتها، ويعجّل بتلفها.
ولأن الشاحنة والمركبات الثقيلة لا تقبل بالتهاون، والإطار هو الفاصل بينك وبين الخطر، فقد جمعنا لك في هذا المقال خلاصة التجربة والمعلومة، وحيث سنكشف لك ماذا يفعل الطين بالإطار، وكيف تتصرف قبل أن يتحول الطريق إلى مصيدة؟ ولماذا إطارات دربك هي خيارك الأذكى لتفادي هذه التحديات، ولكن قبل ذلك لابد لنا من التعرف على طبيعة الطرقات في المملكة العربية السعودية.
إطارات دربك هي الخيار الأذكى في مثل هذه البيئات.
طبيعة الطرق في المملكة العربية السعودية:
تتميز المملكة العربية السعودية بتنوع تضاريسها، بدءً من الكثبان الرملية في الشمال والشرق، إلى المناطق الجبلية في الجنوب، مروراً بالطرق الزراعية والطينية في القرى والمزارع، وهذا التنوع يجعل من القيادة خارج الطرق المعبدة أمراً شائعاً لدى سائقي الشاحنات، خصوصاً في مواسم الأمطار أو عند تنفيذ مهام لوجستية في مواقع مشاريع البناء أو الطاقة.
وفي مثل هذه الظروف، تتحول الطرق الموحلة إلى تحدٍ حقيقي لأي إطار، وتبرز الحاجة إلى إطارات ذات أداء عالٍ ومواصفات مصممة خصيصاً لتحمّل الضغط وتفادي الانزلاق.
تأثير وأضرار المناطق الموحلة على الشاحنات والمركبات الكبيرة:
في البداية نحن لا نتحدث عن المركبات الكبيرة فقط، بل جميع المركبات، فالمناطق الموحلة لا تميز بين كبير وصغير، ما إن تدخلها ستعلق بها ولو كنت تسير بدراجة هواية، لكننا وكعادتنا نركز على المركبات الكبيرة للمخاطر التي تواجهها بشكل دائم.
وقد يظن البعض أن الوحل مجرد عائق بسيط مؤقت، لكن الواقع أن دخوله دون استعداد يشبه قيادة شاحنتك وسط فخاخ غير مرئية، فالوحل لا يكتفي بتغطية الطريق، بل يتسلل إلى قلب الإطار، ويبدأ بتقويض تماسكه وأدائه بهدوء، وسنشرح لك بشكل مفصل ما الذي يحدث فعلاً للإطار عندما يتعامل مع هذه البيئة المليئة بالمخاطر.

عند دخول الشاحنة منطقة موحلة، تبدأ سلسلة من التأثيرات السلبية على الإطار:
- تراكم الطين داخل أخاديد الإطار، مما يقلل فعاليته في التماسك.
- ازدياد احتمالية الانزلاق، خاصة عند الصعود أو المنعطفات.
- احتكاك غير متوازن يسرّع من تآكل الإطار.
- انسداد القنوات التي تساعد على تبريد الإطار في السير الطويل.
- التعرّض لصدمات مفاجئة بسبب الحفر غير المرئية داخل الطين.
تخيل كل هذه الأضرار العامل المسبب الأول لها هو الوحل، فهذه العوامل مجتمعة لا تؤثر فقط على عمر الإطار، بل تهدد استقرار الحمولة وسلامة السائق أيضاً، فما الحل إذاً؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه العناصر المؤذية؟ الجواب فيما سيأتي من سطور.
طريقة حماية الإطارات عند القيادة في مناطق موحلة:
بحسب دراسة نُشرت في مجلة Journal Of Terra Mechanics عام 2020، فإن الإطارات التي تسير لمسافات طويلة على طرق موحلة تفقد من تماسكها الفعلي بنسبة قد تصل إلى 35% مقارنة بالطرق الجافة، كما يرتفع معدل تآكل سطح الإطار بنسبة تتراوح بين 22% و41%، خصوصاً عند القيادة بسرعة أو على تربة لزجة وغير مستقرة.
وهذه الأرقام تبيّن بوضوح أن البيئة الموحلة لا تستهلك الطريق فقط، بل تستهلك إطاراتك أيضاً، لذلك لحماية إطارات الشاحنة من التأثيرات السلبية للمناطق الموحلة، لابد من عدد من الإجراءات وهي:
- افحص ضغط الهواء قبل دخولك الطرق غير المعبدة، فالضغط غير المناسب يزيد من خطر الانزلاق.
- لا تحافظ على سرعة واحدة طوال الطريق، بل بدّل بين السرعات حسب حالة التربة، وتجنّب التسارع المفاجئ.
- لا تقاوم الانزلاق بالقوة، واستخدم التوجيه بلطف، ووزّع وزن الحمولة بعقلانية.
- بعد الخروج من الوحل، اغسل الإطارات فوراً لإزالة الطين العالق الذي يسرّع التآكل.
- حافظ على جدول صيانة دوري للإطارات، يشمل الفحص البصري والتوازن.
تفيد التجارب الميدانية بأن الإطارات غير المصممة للطرق الطينية تتآكل بشكل أسرع بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بالإطارات المصممة للظروف الوعرة.
علامات تنذرك ضرورة بالتوقف في الطرق الموحلة:
القيادة في الطرق الموحلة قد تخفي مشاكل متصاعدة في الإطارات، والمشكلة أن علامات التلف لا تظهر دائماً بوضوح، لكن هناك مؤشرات مبكرة تدل على أن الإطار بدأ يفقد توازنه أو استجابته، وتجاهل هذه العلامات قد يُعرّض الشاحنة والسائق والحمولة للخطر، ومن هذه المؤشرات والعلامات:
- اهتزاز غير طبيعي في المقود.
- صوت طقطقة أو صفير عند السير.
- مظهر غير متوازن في سطح الإطار (انتفاخ، تشقق، انبعاج).
- إضاءة تحذير من نظام مراقبة ضغط الإطارات.
لذلك في حال لاحظت أياً من هذه العلامات، لا تواصل السير في الطريق الموحل، بل توقف في منطقة آمنة، وافحص الإطار فوراً.
بحسب تقرير صادر عن Global Tire Safety Forum عام 2021، فإن 43% من حالات تلف الإطارات الثقيلة على الطرق الطينية كانت نتيجة تجاهل مؤشرات تلف مبكرة، مثل التشققات أو تغير الصوت أو زيادة اهتزاز المركبة. كما أظهر التقرير أن 1 من كل 5 حالات فقدان السيطرة الكاملة على المركبة بدأت بمؤشر بسيط في الإطار تم تجاهله.
لماذا إطارات دربك هي الأنسب لهذه البيئات؟
تم تطوير إطارات دربك لتناسب تحديات القيادة في الخليج، بما في ذلك المناطق الطينية أو غير المعبدة، وذلك وفق ما يلي:
- تصميم أخاديد عميقة تسمح بطرد الطين بسرعة.
- نقشة سطح مدروسة لتقليل الانزلاق وتعزيز التماسك.
- مواد مطاطية مقاومة للتآكل والتشقق في البيئات الرطبة.
- اختبارات ميدانية في بيئات طينية داخل المملكة.
- تتميز إطارات دربك أيضاً بأداء مستقر حتى بوجود حمولة ثقيلة.
وفي الختام...
في المملكة العربية السعودية لا يمكن تجنّب المرور بالطرق الموحلة، سواء في الصيف أو الشتاء، موسم الأمطار يحوّل المسارات رملية إلى مساحات زلقة، وأشغال البناء والمشاريع الإنشائية تفرض على سائقي الشاحنات التنقل في مناطق غير ممهدة، حيث الطين والمياه والرمال المختلطة تشكّل بيئة مرهقة للإطارات.
وفي الواقع لا يكون المرور بالوحل خياراً... بل ضرورة تفرضها طبيعة العمل، خاصة في مشاريع البناء والإنشاءات، أو توصيل المعدات إلى مواقع نائية، لذلك تكون هذه الطرق موحلة بفعل المياه متراكمة أو بسبب التربة الطينية الكثيفة، وفي كلا الحالتين يؤثران بشكل مباشر على قدرة الإطار على التماسك، والتبريد، والاستقرار.
لذلك فكل هذا يؤكد أن تجهيز الشاحنة بإطارات غير مهيأة لهذه البيئة يعني تعريض السائق والحمولة والمهمة للخطر.
من المعروف في قطاع النقل أن الطرق الموحلة تُصنّف ضمن البيئات العدائية للإطارات، بسبب احتكاكها غير المنتظم وتغيّر مستوى الثبات بشكل مفاجئ.
وبناءً على جميع ما سبق ننصحك باختصار شديد:
ألا تختبر صبر إطاراتك في الوحل بل أن تختبر ذكاء قراراتك، فكلما كان الطريق أصعب، كلما احتجت لإطار أذكى، ودربك ليست مجرد اسم، بل أفضل ضمان أنك مستعد لكل منعطف ولكل حفرة ولكل عاصفة.
لذلك... حافظ على إطاراتك... واحمِ شاحنتك... واختر دربك.