
أنواع جنوط الشاحنات ومتى يجب تبديلها؟
أحمد ناظم
August 31, 2025
Read time
دقائق للقراءة
تعتبر جنوط الشاحنات من العناصر الحيوية في الشاحنات الثقيلة، ولمن لا يعرف الجنوط فهي الاسطوانات المعدنية التي يتم تركيب الإطارات عليها مكونة بذلك ما يُعرف بالعجلة، هذه الجنوط تتحمل وزن المركبة والأحمال التي تنقلها مع توفير قاعدة صلبة ومتينة يتم من خلالها تركيب الإطارات بشكل يسمح لها بالثبات والاستقرار على حاقة الجنط، تعمل الجنوط بشكل أساسي على المساهمة في توزيع الضغط الكلي على الإطارات، إضافة إلى وظيفتها الأساسية في نقل عزم المحرك إلى الطرق الأرضية مما ينتج عن هذه العملية حركة الشاحنة، وتواجه الجنوط أقسى أنواع التحديات التي يمكن تخيلها فهي الواجهة الأساسية في التعامل مع مطبات الطريق وضغوطات الأجزاء الميكانيكية المتصلة بها، لهذا فإن سلامة الجنوط وحدها تعتبر سلامةً عامة للشاحنة كونها تعتبر عموداً يُتكأ عليه نظام التعليق وناقل السرعات والشاحنة كلها، مما يؤكد بشكل محتم على أهمية معرفة كيفية صيانة وفحص هذه الجنوط والمحافظة على جودتها وأداءها بشكل مستقر خصوصاً في الرحلات الطويلة التي قد لا تتوفر فيها استراحات أو محلات صيانة متخصصة، مما يعني أن أمن وسلامة الشاحنة منوط بأمن وسلامة الجنوط والإطارات.
وتتجاوز الجنوط كونها مكونات جمالية أو أدوات حاملة للإطارات في الشاحنات الثقيلة وشاحنات النقل التجاري واللوجستي، لتصبح بشكل حقيقي عاملاً مؤثراً بشكل مباشر على الأداء الشامل للشاحنة وسلامتها التشغيلية إضافة إلى كفاءتها الاقتصادية، كونها شكلت الجسر الحيوي الرابط بين الإطارات والمحور الناقل للحركة، مما يجعلها خاضعة للضغط الديناميكي الهائل الناتج عن وزن الحمولة وقوى الكبح الشديدة فضلاً عن عزم الدوران الناتج عن التسارع المفاجئ، مما يجعل الجنوط في موضع يتعرض للعديد من عوامل الضغط والشد والجذب، فضلاً عن تأثيرات المناخ التي لا تكاد تقل خطراً من مثيلاتها الديناميكية، ولكن الجنوط بكونها أهم الأجزاء الهندسية في الشاحنة فالشركات المصنعة لها تعمل بجد على توفير القوة والمتانة مع خفة الوزن، مما يجعل المنافسة مشتعلة لتوفير القطعة الهندسية الأكثر أهمية في الشاحنات، مما يجعل اختيارها والقدرة على صيانتها أمراً بالغ الأهمية لضمان أمن الشاحنة وقدرتها التشغيلية.
ومن خلال المقال التالي سنتناول أنواع الجنوط المختلفة المستخدمة في الشاحنات المتوسطة والثقيلة، مع التركيز على فهم ومعرفة المواد الأساسية التي يُعتمد عليها في عملية التصنيع، مع ذكر المزايا والعيوب التقنية والاقتصادية والفنية لكلٍ منها، كما سنتطرق في هذا المقال إلى الإطار التنظيمي الذي تعمل به الأسواق المحلية في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن اللوائح النظامية ،معايير السلامة والأمان الصارمة، مع توضيح الفرق الجوهري بين جنوط الشاحنات وجنوط السيارات العادية من المنظور الهندسي والتشغيلي، مع الختام الذي سيتوج بذكر تفاصيل خطوات الفحص والصيانة الدورية والوقائية، مع ذكر العلامات التي توحي بضرورة استبدال الجنوط أو صيانتها وذلك لتكون أيها السائق على دراية بكل الظروف المحيطة بك وطرق التعامل معها.
الجنوط ليست مجرد حامل للإطارات، بل هي جزء من عملية القيادة
ما هي أهمية الجنوط؟
الدور المحوري في الأداء والسلامة
تعد الجنوط العنصر الأساسي في تحسين الأداء العام للشاحنة، فهي الجزء الذي يجمع بين الأداء الوظيفي والجمال مع قدرة التماسك الفائقة، ويتطلب اختيار الجنوط المناسبة للشاحنة تحليلاً دقيقاً لمتطلبات الشاحنة والبيئة التشغيلية التي تعمل فيها، مع وضع خيار تحسين المظهر الخارجي الذي يعتبره العديد من السائقين من الأمور المهمة جداً، إضافة إلى تأثير الجنوط على قدرة الشاحنة في التعامل مع التضاريس الصعبة والمتغيرة نتيجة لقوة ومتانة المادة التي تم تصنيعه منها، كونه هو الجزء الذي يستقبل الصدمات والضربات المباشرة الصادرة عن الاحتكاك وتضاريس الطرق الوعرة، مما يجعله ذا إمكانية عالية لتحسين تجربة القيادة بشكل كبير، وذلك نتيجة كونه يوفر قوة وثباتاً على الطريق بالشكل الذي يجعل السائقين أكثر سيطرة على الشاحنة مع قدرة عالية في التوجيه.
تؤثر الجنوط تأثيراً بالغاً على ثبات الشاحنة وقدرتها على التكيف مع ظروف الطريق المختلفة سواءً كانت ممطرة أو جافة أو وعرة فهي جزء لا يتجزأ من نظام العجلات الذي يضمن نقل القوة من المحرك إلى الطريق أو العكس، إضافة إلى امتصاص الصدمات والحفاظ على استقرار المركبة على الطريق السريعة، فإن أي خلل في الجنط يمكن أن يؤدي إلى اهتزازات غير مرغوبة وتآكل غير متساوٍ على مداس الإطارات، أو التسبب بانفجار الإطارات وفقدان السيطرة على الشاحنة، مما يزيد من المخاطر الكبيرة للحوادث في المملكة العربية السعودية والتي تضمنت رؤيتها تخفيض مستويات الحوادث المرورية على كل الأصعدة والمجالات.
تأثير الجنوط على كفاءة استهلاك الوقود
تُظهر الأبحاث الحديثة بأن الجنوط المصنوعة من الألمنيوم عند دمجها وتركيبها مع إطارات ذات مقاومة درفلة منخفضة() يمكن أن تكون وسيلة لتقليل مستوى استهلاك الوقود للشاحنات الكبيرة، ويُعزى هذا التحسن الملحوظ في كفاءة الوقود بشكل كبير إلى ما يحصل من انخفاض في وزن جنوط الألمنيوم مقارنة بمثيلاتها من الجنوط الفولاذية الثقيلة، حيث أن الجنوط المصنوعة من الألمنيوم أخف بكثير من الجنوط الفولاذية، بما يصل إلى ١٤٠٠ رطل لأسطول كامل من الشاحنات، مما يقلل من مقاومة الدوران ويحسن الأداء العام، كما أن العلاقة بين وزن الجنط وكفاءة الوقود والانبعاثات هي علاقة تكافلية، فالجنوط المصنوعة من الألومنيوم أخف وزناً مما يؤدي إلى تقليل الوزن الكلي للمركبة.
هذا التخفيض في الوزن يترتب عليه استهلاك الشاحنة لوقود أقل لإتمام عملية تحريكها، مما يقلل بشكل مباشر من الانبعاثات الكربونية الضارة على البيئة، فعلى سبيل المثال أظهرت دراسة تم إجراءها عام ٢٠١٢ بأن الشاحنات التي تم تحويل جنوطها من الجنوط الفولاذية إلى الجنوط المصنوعة من الألمنيوم قللت انبعاثات الكربون بمقدار ١٦.٣ طن متري على مدار عمر الجنوط، وهو ما يعادل البصمة الكربونية لأسرة أمريكية على مدار عام كامل، مما يعني أن الاستثمار في جنوط الألمنيوم يعتبر استثماراً بيئياً وعملياً كونه يساهم في تقليل تكاليف الاستهلاك ويقلل من الانبعاثات المضرة للبيئة، مما يعني أن الانتقال إلى جنوط الألمنيوم متوافقٌ تماماً مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي تركز على تحسين جودة الحياة والحفاظ على البيئة.
علاقة الجنوط بعمر الإطارات وراحة القيادة
الجنوط ذات الجودة العالية والتوازن المثالي تساهم بشكل كبير في تآكل متساوٍ للإطارات، مما يجعل العمر الافتراضي أطول بكثير، الجنوط غير المتوازنة تزيد من مقاومة الدوران وتتسبب باهتزازات غير مرغوبة بشكل يؤثر سلباً على راحة القيادة والسائقين، ويزيد أيضاً الضغط على نظام التعليق والمقود مما يتسبب بتلف وتآكل في منظومة الشاحنة الحيوية، مع تآكل غير متساوٍ في إطارات الشاحنة ومشاكل تقنية وميكانيكية فإن الحالة العامة للشاحنة تتأثر بشكل كبير، وهذا التأثير يجعل الشاحنة عُرضةً للتوقف في أي وقت بدون سابق إنذار أو فترة من الوقت تسمح للسائق بتلافي التوقف الحاصل، وهذا الأمر كله مرتبط بجودة الجنوط التي تم تركيبها على الشاحنة، فالجنوط المصنوعة من الألمنيوم تتميز بكونها ذات قدرة عالية على تبديد الحرارة، حيث أن قدرتها على التوصيل الحراري والتي يعتمد عليها في تشتيت الحرارة عالية بثلاثة أضعاف الفولاذ الذي يحتفظ بالحرارة داخله حتى يتفطر أو يتشقق الجنط، هذه القدرة العالية على تبديد الحرارة تجعل درجة حرارة نظام القيادة ككل أبرد مما يوفر حماية للإطارات من درجات الحرارة العالية ويحافظ على نظام الفرامل والتعليق في أفضل مستوى من الحرارة والمرونة، مما يوصلنا إلى أن خلاصة هذه العملية أن تآكل الإطارات ينخفض بنسبة ٢٦٪ وتصبح أعمار الإطارات أطول من عمرها التشغيلي الطبيعي بما يصل إلى ٥٠ الف إلى ٨٠ الفاً من الكيلومترات.
الجنوط عنصر أساسي في تحمل الأحمال الثقيلة
يتم تصميم جنوط الشاحنات خصيصاً لتحمل الأوزان العائلة التي تتجاوز بكثير أعلى أوزان السيارات العادية، والتي قد تصل أوزانها إلى ٥ أطنان أو أكثر بدون حمولة، ومع الحمولة تزداد هذه الأوزان بشكل كبير مما يجعل الجنوط في موقف صعب أمام الأوزان الكبيرة التي تعتبر طبيعية في سياق الشاحنات، ولكن هذه الأوزان تتطلب مواداً قوية لتتحملها هي التي يتم صناعة الجنوط منها بشكل مباشر مع تعزيزها هندسياً لتكون أكثر متانة ومرونة وتتحمل التمدد الناتج عن الحرارة وتتحمل أعتى الصدمات والضربات المتوقعة في بيئة العمل، فهذه الجنوط ليست جزءً بسيطاً مهمته حمل الإطارات ورفع الشاحنة عن الأرض، بل هو جزءٌ لا يتجزأ من نظام إدارة الأحمال الكلي للشاحنة، فـ قدرة الجنط على تحمل الأحمال يتم تحديدها بطريقة هندسية معتمدة على اختبارات الجودة الدقيقة، مع تحديد الحمولة القصوى التي لا يمكن تعديها ولا التجاوز عليها، ويتم تحديد تصنيف الحمولة القصوى للجنط من قبل الشركة المصنعة ويجب ألا يتم تجاوزه أبداً للحفاظ على السلامة العامة للشاحنة، يتم تحديد متطلبات تصنيف الحمولة للعجلة بقسمة أثقل وزن إجمالي للمحور في المركبة على ٢، علماً أن تجاوز الحمولة المسموح بها يؤدي إلى إجهادات تفوق طاقة الجنط التصميمية، مما قد يسبب تشوههُ، تشققهُ، أو حتى فشله الكارثي.
علاوة على ذلك فإن تجاوز الشاحنات للحد المسموح به من الوزن الأقصى يؤدي إلى الحصول على غرامات مالية باهظة وفق اللوائح النظامية في المملكة العربية السعودية، والتي تبدأ من ٥٠٠ ريال سعودي لكل طن زائد وتصل إلى ١٠الاف ريال سعودي، كما أن التحمل الزائد يضع ضغطاً إضافياً على الإطارات والدفرنس ونظام التعليق وأنظمة تبديل السرعات، مما يجعلها أقصر عمراً من مثيلاتها التي لا تخضع للضغط الزائد، مع مضاعفة نسبة خطورة وقوع الحوادث المروعة نتيجة لعطل في إحدى هذه الأنظمة، كون الشاحنة آلية متصلة ببعضها وقد تم تصميمها لعمل وحمل معين، مما يعني أن كل الأجزاء مصممة لتحمل حدٍ ثابت من الضغط يتلائم مع بقية الأجزاء، مما يعني أن الاستثمار في اختيار الجنوط المناسبة للشاحنة وحمولتها يعتبر التزاماً نظامياً ومالياً وحياتياً، كونه سيقلل من تكاليف الصيانة الدورية مع الحفاظ على السلامة التشغيلية والتي تمنع توقف عمل الشاحنة لأي سبب، مع الحفاظ على الأرواح والبنى التحتية بعيدةً عن الحوادث الكارثية.
بعض الأجزاء في الشاحنة يجهل الكثيرون فائدتها حتى تتعطل!
ما هي أنواع الجنوط المسموح بها في المملكة العربية السعودية؟
يتم تصنيف الجنوط في المملكة العربية السعودية بناءً على المواد المستخدمة في تصنيعها، إضافة إلى عمليات التصنيع المختلفة والتصميم الهيكلي، وجميع هذه الأنواع ما دامت متوافقة مع المواصفات القياسية السعودية التي تنص عليها الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO) إضافة إلى معايير السلامة والأمان المترتبة على الجميع، وعلى ضوء ذلك يسمح للجنوط بدخول المملكة العربية السعودية والعمل على أراضي البلاد، ونظراً لأهمية هذا سنوضح لك أهم نوعين من أنواع الجنوط، مع التعريف بالمزايا والعيوب وطريقة تصنيع كل منهما، مما يعطيك نظرة أكثر خبرة على الجنوط مع تمكينك من اختيار الجنط المناسب لشاحنتك.
الجنوط الفولاذية (الحديدية)
تعتبر الجنوط الفولاذية خياراً شائعاً في قطاع الشاحنات المتوسطة والثقيلة، ويرجع ذلك لعدة أسباب مختلفة تتعلق بالخصائص الميكانيكية وتكاليف التصميم والتصنيع المطلوبة، إذ أن الجنوط الفولاذية يتم تصنيعها من سبائك مصهورة من الحديد والكربون، ويتم ذلك عن طريق قطع صفائح الفولاذ بالضغط ثم إعادة لحامها على شكل أجزاء معاً مشكلة الجنط، وهذه العملية غالباً ما تتضمن قدراً من العمل والجهد اليدوي، مما يجعلها طريقة أقل دقة مقارنة بالجنوط المصنوعة من الألمنيوم، مع إمكانية وصف هذه الجنوط في بعض الأحيان من قبل المنتقدين لهذه الطريقة بأنها جنوط غير مستديرة تماماً.
أما المزايا التي تتمتع بها هذه الفئة من الجنوط، فهي القوة والمتانة التي لطالما كانت تُعرف بها الجنوط الفولاذية مما يعطيها قدرة عالية على تفادي الصدمات والمطبات القوية، مما يساهم على الحفاظ على جسم الشاحنة وهيكلها بدون تشوهات أو تخريب ترتيب البضاعة، وكونها تتميز بقوة وصلابة عالية فهذا الأمر يعطيها ميزة إضافية على مثيلاتها من المواد الأخرى التي تعتبر أقل متانة منها، مما يجعلها ملائمة بشكل كبير للبيئات الصعبة والطرق الوعرة والمتغيرة، إضافة إلى المتانة والصلابة لا بد من وجود نسبة من المرونة في خلطة تركيب الجنوط الفولاذية، وهذه المرونة تأتي بشكل نسبي مما يجعل الجنوط الفولاذية تتعامل مع الصدمات الشديدة بطريقة الامتصاص لا التشتيت مما يجعلها تتقوس وتنثني بدلاً من التشقق والتفتت عند التعرض لصدمة أو ضربة قوية، هذا الأمر يجعلها قابلة للإصلاح بسهولة كونها لم تتشقق وإنما اعوجت أو انثنت، وقد لا تعود بعد الإصلاح كما كانت ولكن ذلك يعتمد على شدة الضربة التي تعرضت لها.
ومن جهة اخرى تأتي ميزانية شراء الجنوط بكونها عائقاً أمام الكثيرين لشراء الجنوط الأعلى جودة، ولكن مع الجنوط الفولاذية فإن الميزانية لن ترتفع كونها تعتبر خياراً اقتصادياً من الدرجة الأولى، فأسعارها رخيصة مقارنة بغيرها من الأنواع الأخرى، وقد تكون تكلفتها أقل بـ ٣ مرات من الجنوط الفولاذية، إضافة إلى ميزة رائعة تمكن هذه الجنوط من التعامل مع مزيلات الجليد،الحصى،غبار الفرامل، كونها غير متفاعلة مع المواد الكيميائية مما يجعلها مقاومة للتلف بشكل كبير.
أما العيوب التي تعاني منها جنوط الفولاذ، فأولها الوزن الثقيل إذ أنها تعتبر ثقيلة جداً مقارنة بمثيلاتها المصنوعة من مواد أخرى، وعلى سبيل المثال فالجنط الفولاذي يزن ٧٥ رطلاً بينما الجنط نفسه المصنوع من الألمنيوم يكون وزنه ٤٥ رطلاً فقط، مما يجعلنا نفكر بجدية بالوزن الزائد الذي تضعه الجنوط الفولاذية على الشاحنة، مما يزيد من استهلاك الوقود ويزيد من مقاومة الدوران والذي يجعل المحرك تحت ضغط إضافي، مما يضعف من فاعلية عمل الشاحنة بشكل عام، إضافة إلى كون الفولاذ ذا قابلية عالية على الصدأ والتآكل نظراً لاحتوائه على الحديد والكربون، وهذه المواد تعتبر عرضة للصدأ بشكل كبير، خصوصاً أن الإطارات تتعرض بشكل يومي للماء والأوكسجين، فـ في حالة تعرض الجنط لخدش يظهر المعدن فإنه سرعان ما يبدأ بالصدأ والتآكل وتلف المعدن الأساسي الذي تحت الطلاء الحافظ للمعدن، وهذه للأسف ليست آخر مشكلات الجنوط الفولاذية، فهي أيضاً تعاني صعوبة في التوازن وتبديد الحرارة الناتجة عن الاحتكاك، وذلك بسبب طبيعة تصنيعها اليدوية فإنها غالباً ما تكون غير مستديرة تماماً، مما يجعلها أقل توازناً في بعض الأحيان، والذي ينتج عنه اهتزازات غير مرغوبة تزعج السائق والمستخدمين الآخرين للطريق فضلاً عن الضرر الواقع على البضاعة المنقولة في الشاحنات التجارية.
الجنوط الفولاذية هي جنوط الشعب والأقل تكلفة ولكنها الأكثر شيوعاً
جنوط الألمنيوم (السبائك)
تكتسب الجنوط المصنوعة من الألمنيوم شعبية عالية في قطاع الشاحنات الثقيلة والمتوسطة العاملة في النقل التجاري، نظراً لكونها تتمتع بالعديد من المزايا الجديدة التي تفردت بها عن مثيلاتها من المواد الأخرى، فهي أكثر جمالاً وأخف وزناً وأكثر فاعلية، مما جعلها تتصدر المشهد وتكون الجنوط الأكثر رغبة في السوق، ولنفصل الكلام عنها أكثر في السطور القادمة، موضحين مميزاتها وعيوبها ومدى أهمية الانتقال إليها.
يتم صناعة الجنوط الألمنيوم عن طريق الصب في القوالب، وذلك من خلال إذابة مجموعة من المكونات المرتبطة بالألمنيوم لتكون مزيجاً قوياً من الألمنيوم المعزز ويتم صب الخليط في قوالب جاهزة مسبقاً، ومع هذا فإن الجنوط المطروقة يتم صنعها من خلال الطرق العالي الضغط، والذي يجعل الجنوط أكثر متانة وذات شكل كثيف ومتين، فالجنوط المطروقة تكون أخف وزناً وأقوى من نظيراتها التي يتم إنتاجها عن طريق الصب، ومن أبرز المزايا التي تتمتع بها الجنوط المصنوعة من الألمنيوم بأنها خفيفة الوزن، فهي أخف من نظيراتها الفولاذية بكثير، وهذا التخفيف في الوزن يجعل وزن الشاحنة الإجمالي أقل بكثير مما هو عليه سابقاً، مما يحسن من استهلاك الوقود بشكل ملحوظ، مع السماح للشاحنة بحمل حمولات أكبر مما لو كانت الجنوط فولاذية ثقيلة.
إضافة إلى مميزاتٍ أخرى تتعلق بـ قدرتها على تبديد الحرارة بشكل فعال، فهي تتمتع بموصلية حرارية أعلى بثلاث مرات من الفولاذ، مما يجعلها تكتسب الحرارة بسرعة وتفقدها بسرعة أيضاً، مما يجنبنا الوقوع في حوادث تشقق الجنوط أو انكسارها أو مشاكل أخرى نتيجة لتخزين الفولاذ للحرارة بداخله، ومن وجه آخر فالجنوط المصنوعة من الألمنيوم تكون أقل تآكلاً كونها مصنوعة من الألمنيوم الذي يعتبر عنصراً قليل التفاعل مع المحيط، مع كونه يكون مادة عازلة متأكسدة تعمل على عزل الألمنيوم تلقائياً عن المحيط الخارجي، فضلاً عن قدرتها العالية على التوازن كونها تُصنع بدقة آلية عكس الجنوط الفولاذية التي غالباً ما تكون أقل استدارة من أخواتها، مع كون مادة الألمنيوم قابلة للتدوير بشكل أكبر فاعلية من الفولاذ الذي يتطلب معامل خاصة لإعادة تدويره.
أما عيوبها الرئيسية، أولها هو الثمن المرتفع للجنوط المصنوعة من الألمنيوم، فهي تكلف ٣ أضعاف سعر الجنوط الفولاذية، مما يجعلها غير مفضلة للعديد من المشاريع التجارية التي تبحث عن تخفيض التكاليف، ولكنها استثمار ممتاز للمدى البعيد، إضافة إلى عيب آخر يعتبر مهماً وهو أنها تتمتع بحد أقصى للتحمل، فعند التعرض لصدمة قوية قد تتشقق عن نقطة التشوه القصوى، عكس الفولاذ الذي يتمتع بمرونة أعلى، وعموماً فإن التكلفة الأولية الباهظة للجنوط المصنوعة من الألمنيوم يمكن تعويضها على المدى البعيد كونها تساهم في تقليل الحمل على المحرك، وتقليل استهلاك الوقود، والسماح للشاحنة بتحميل أوزان أعلى ، مع المساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير.
الجنوط الفولاذية هي الأقل وزناً والأكثر جمالية لكنها باهظة الثمن
متى يجب استبدال الجنوط؟
من الأمور الشائعة والأكثر أهمية في عالم الشاحنات هي انكسار وتشقق الجنوط، هذا الأمر ينتج من العديد من العوامل التي قد تكلمنا عنها سابقاً، ولكن السؤال المهم هو متى يجب استبدال الجنوط؟ يتلخص الجواب في عدة علامات ظاهرية تظهر على سطح الجنط بشكل واضح، أولها التشققات والخدوش العميقة، والعمر الافتراضي للجنوط مع مستوى تعرضها للصدمات والمطبات، فالجنوط التي تعمل في بيئات أكثر وعورة وذات تضاريس معقدة تكون أعمارها الافتراضية أقل من التي تعمل في الطرق المستوية، ويمكن تلخيص الحالات التي تستوجب استبدال الجنوط في التالي:

- التشققات والكسور: أي ظهور لشقوق طولية أو عرضية على جسم الجنط تعني وجوب استبداله، كما أن اللوائح والأنظمة في المملكة العربية السعودية تمنع استخدام الجنوط المتشققة أو الملحومة.
- الاعوجاج أو الانحناء: إذا تعرض الجنط لصدمات قوية أدت إلى إنحناء الجنط أو اعوجاجه فإن ذلك يسبب اهتزازات حادة للشاحنة.
- التآكل والصدأ: الجنوط المعدنية تتعرض للصدأ بسبب الأجواء الرطبة والماء أو عند التعرض للأملاح فإن التآكل العميق يضعف بنية الجنط.
- تلف فتحات المسامير: توسع أو تشقق أماكن ربط الصواميل يؤدي إلى ارتخاء العجلات أثناء الحركة وهو خطر مباشر على الشاحنة.
وفي الختام نتمنى لكم السلامة في رحلاتكم