من الضروري كسائق أن تتعرف على خطوات الانعطاف على طرقات المملكة العربية السعودية، والتي تتنوع ما بين طرق سريعة وأخرى مزدحمة وثالثة صحراوية، فالانعطاف الخاطئ هو أحد الأسباب الرئيسية للحوادث المروعة التي يمكن تجنبها بسهولة إذا اتبعنا الخطوات الصحيحة.
لذا، نوضح لك في هذه المقالة تفاصيل الخطوات الصحيحة للانعطاف بالطريقة التي تحقق لك أعلى مستويات الحماية، وتحولك إلى سائق محترف يمارس القيادة الوقائية بكل ثقة وأمان.
أنواع تقاطعات الطرق السريعة
تقاطعات الطرق السريعة هي تقاطعات طرق مصممة على مستويات منفصلة، وتسمح للمركبات بـ الانعطاف والاندماج في طرق أخرى دون الحاجة للتوقف أو خفض السرعة بشكل كبير، وتتنوع هذه التقاطعات وفقًا لوظيفتها إلى نوعين رئيسيين، هما:
- تبادلات الخدمة، وهي التي تصل الطرق السريعة بالطرق الثانوية.
- تبادلات النظام، وهي التي تصل بين طريقين سريعين.
وتتمثل أهم مزايا هذه التقاطعات في تحسين انسيابية حركة المرور، وزيادة مستوى السلامة، وتقليل الازدحام وتحسين كفاءة استهلاك الوقود، ولتحقيق هذه المزايا، يتم إجراء تدقيق السلامة المرورية من خلال مراجعة تصميم التقاطعات وتحديد المخاطر، وتحليل الحوادث، وتقديم التوصيات لضمان سلامة جميع مستخدمي الطريق.
الخطوات الصحيحة للانعطاف
ينصحك الخبراء باتباع هذه الخطوات لحمايتك أثناء الانعطاف في القيادة:

- انظر في المرآة الداخلية لتقييم مسافة وسرعة المركبات خلفك، والمساعدة على توقع تحركاتهم وتجنب الفرملة المفاجئة.
- تأكد من المرايا الجانبية لرصد المركبات أو الدراجات في المسارات المجاورة، ثم التفت بنظرك بشكل سريع للتأكد من النقاط التي لا تغطيها المرايا.
- قم بتشغيل إشارة الانعطاف قبل 30 مترًا على الأقل لإبلاغ السائقين بنيتك، وإعطائهم الوقت الكافي للتكيف مع تحركاتك القادمة.
- انقل سيارتك إلى أقصى اليمين للانعطاف يمينًا، أو إلى أقصى اليسار للانعطاف يسارًا، وذلك قبل وصولك إلى التقاطع بمسافة كافية لتجنب المناورات المفاجئة.
- ابدأ بتخفيف السرعة باستخدام الفرامل بروية قبل الدخول في المنعطف للوصول إلى سرعة تسمح لك بالتحكم الكامل في السيارة دون فقدان التوازن.
- انتبه لإشارة المرور الخاصة بالاتجاه الذي ستسلكه، وتأكد من أن اللون أخضر أو أن الإشارة تسمح بالانعطاف، مع إعطاء الأولوية للمشاة.
- الق نظرةً أخيرة سريعة لليمين واليسار للتأكد من خلو الطريق قبل أن تشرع في الدوران، وأعط الأولوية دائمًا للمشاة الذين يعبرون الشارع.
- حافظ على سرعة ثابتة ومنخفضة أثناء الدوران، ثم قم بتصحيح مقود السيارة وزيادة السرعة تدريجيًّا بعد انتهاء المنعطف للاندماج بسلاسة.
كيفية الانعطاف يمينا ويسارا
يتطلب الانعطاف لليسار دقة وحذرًا مضاعفًا لتعبر التقاطع بسلام، لذا اتبع هذه الخطوات الست البسيطة لتضمن قيادة آمنة:
- ضع سيارتك بالقرب من جهة اليسار ضمن مسارك، مع الحفاظ على استقامة العجلات حتى لحظة البدء بالانعطاف الفعلية.
- شغّل إشارة الانعطاف يسارًا وابدأ بخفض سرعتك قبل التقاطع بما لا يقل عن 30 مترًا، لإعلام السائقين الآخرين بنيتك وإتاحة الوقت الكافي لهم للتفاعل.
- انظر إلى كلا الاتجاهين وتحقق جيدًا من النقطة العمياء على يسارك، فقد تختبئ درّاجات أو مشاة.
- انعطف فقط عندما تتأكد من خلو الطريق، اتجه أثناء الدوران نحو المسار الذي يلي منتصف الطريق مباشرة نحو اليمين.
- تجنب "قطع الزاوية" والدخول في الحارة المقابلة، فهذا خطير ويسبب التصادم مع السيارات القادمة.
- بعد إكمال المنعطف، قم بتقويم عجلات القيادة تدريجيًّا واندمج في مسارك النهائي بسلام.
للاتجاه يسارا: اتخذ مسارك الأيسر مبكرا، حافظ على استقامة العجلات، وأشر قبل 30 مترا، تأكد من النقاط العمياء، وانعطف باتجاه المسار المجاور لمنتصف الطريق دون قطع الزاوية.
أما الخطوات التي يجب اتباعها قبل الانعطاف يمينًا، فتبدو سهلة للغاية، ولكن الإهمال فيها قد يعرض المشاة وسائقي الدراجات للخطر، لذا اتبع النصائح التالية بدقة:
- ضع سيارتك بأقصى اليمين ضمن مسارك، مع الاقتراب من الرصيف دون تعريض المرايا الجانبية للخطر.
- تحقق بعناية فائقة من الرصيف والممر المجاور لليمين قبل الانعطاف، حيث قد يكون هناك مشاة أو سائقو دراجات في النقطة العمياء، وهؤلاء لهم الأولوية المطلقة.
- انظر في جميع الاتجاهات "يسارًا ويمينًا وأمامًا، وتأكد من خلو الطريق تمامًا، ولا تندفع بالانعطاف بمجرد إشارة المرور الخضراء، فقد يعبر أحد المشاة بسرعة أو قد تكون هناك مركبة قادمة بسرعة.
- احرص على الانعطاف بشكل مضبوط والبقاء في أقصى يمين الطريق الذي تدخله، لأن الانعطاف الواسع جدًّا قد يدفعك إلى المسار المعاكس ويعرضك لخطر الاصطدام المباشر بالمركبات القادمة.
للاتجاه يمينا: تمركز في أقصى اليمين، تحقق جيدا من المشاة والدراجات في النقاط العمياء، وتأكد من خلو الطريق ثم انعطف بانضباط إلى أقصى يمين الطريق الجديد متجنبا الانعطاف الواسع.
لماذا تعد إشارات الانعطاف أهم لغة للتواصل على الطرقات؟
من المهم للغاية استخدام إشارات الانعطاف كلغة حيوية للتواصل بين السائقين على مختلف الطرقات، فهي رسالة واضحة تعلن عن نيتك، وتمنح السائقين الآخرين وقتًا كافيًا للاستجابة، وتزيل الغموض الذي قد يسبب الحوادث في لحظات.
تلزم لوائح السير في المملكة العربية السعودية السائقين باستخدام هذه الإشارات قبل أي تغيير في المسار أو الاتجاه، ورغم ذلك لا يزال التهاون بهذا الإجراء البسيط سببًا رئيسيًّا للحوادث والمواقف الخطرة من فرملة مفاجئة أو مناورة غير متوقع دون إشعار، الأمر الذي يؤدي إلى سلسلة من ردود الأفعال العنيفة على الطريق.
إشارة التعاطف هي لغة التفاهم بين السائقين على الطرق
تتحول إشارة الانعطاف على طرق المملكة المزدحمة بين المدن السريعة والأحياء الحضرية إلى لغة تواصل تنقذ الأرواح في بيئة مرورية ذات إيقاع سريع، فيمكن لإشارة واحدة واضحة في الوقت المناسب أن تمنع كارثة، لذا، نقدم إليك 5 قواعد ذهبية لاستخدام هذه الإشارة على الطرق:
- فعّل إشارتك قبل 30 مترًا على الأقل من المنعطف أو تغيير المسار، حيث تعادل هذه المسافة 7 سيارات متوسطة، وقد تحتاج لمسافة أكبر على الطرق السريعة لتعطي السائقين خلفك وقتًا كافيًا للتكيف مع حركتك القادمة.
- تأكد من إلغاء الإشارة فور انتهاء المناورة، لأن القيادة بإشارة مستمرة على الطريق تربك السائقين وتضعف مصداقيتك كسائق محترف.
- استخدم إشارتك دومًا، منذ الخروج من موقف السيارات وحتى الاندماج في الدوارات، وكذلك في الطرق الفرعية فقد تظهر حركة مفاجئة من سيارات أو مشاة.
- شغّل إشارة اليسار عند دخول الدوار إذا كان مخرجك الثالث أو أبعد، وحوّل إشارتك إلى اليمين مباشرة قبل المخرج الذي تريد الخروج منه.
- تجنب تشغيل الإشارة في اللحظة الأخيرة، خاصةً على الطرق السريعة بين المدن، حيث يجب التخطيط لحركتك مسبقًا والإشارة قبل 5-7 ثوانٍ من تنفيذها.
إشارة الانعطاف هي رسالة احترام تبعثها للسائقين حولك، وفي كل مرة تستخدمها، فكأنك تقول لهم "اهتم بسلامتكم".
الجاهزية الذهنية: السر الأهم في قاعدة الانعطاف
من المؤكد أن الإجراءات الميكانيكية مثل الإشارات والفرملة أساسية في عملية الانعطاف، ومع ذلك، يبقى الجانب النفسي والذهني للسائق عاملًا حاسمًا في تحقيق السلامة الحقيقية، حيث يبدأ الانعطاف الآمن بعقل حاضر وتركيز كامل على الطريق.
على سبيل المثال هناك ظاهرة تسمى تثبيت الهدف "Target Fixation"، وفيها يميل السائق لا إراديًّا إلى التوجيه نحو النقطة التي يركز عليها بعينه.
وإذا ركزت نظرك في المنعطفات الضيقة على الرصيف أو الحاجز التي تخشى الاصطدام به، فإنك ستوجه المقود دون أن تدري نحو هذا العائق، لذا، يتعين عليك أن تحول بصرك باستمرار إلى النقطة التي تريد أن تصل إليها هند انتهاء المنعطف، وبالتالي تضمن لك هذه التقنية البسيطة انعطافا أكثر سلاسة وأمانًا.
لا يمكن أيضًا إغفال تأثير الحالة النفسية على القيادة، فعندما تكون مجهدًا أو غاضبًا أو مشتتًا بسبب محادثة هاتفية مثلًا، فإن قدرتك على تطبيق خطوات الانعطاف الأساسية تتعطل بشكل ملحوظ، حيث يتأخر رد فعلك وتضعف قدرتك على تقدير المسافات، وربما تنسى خطوات أساسية مثل التحقق من النقاط العمياء.
لذا، من الضروري إدارة حالتك النفسية والذهنية قبل وأثناء القيادة لأن ذلك جزء لا يتجزأ من مسؤوليتك كسائق لضمان سلامتك وسلامة الآخرين.
أخطاء يجب تجنبها عند الانعطاف
هناك أخطاء مهمة عند الانعطاف قد يقع فيها السائقون، فيتعرّضون للمخاطر والمخالفات المرورية، هذه الأخطاء التي قد تبدو بسيطة يمكن أن تتحول إلى كوارث على الطرقات السريعة، ومن أبرزها:
- الانتقال بسرعة بين المسارات دون إشارة.
- استخدام أضواء التحذير "الفلاشر" بدلًا من إشارات الانعطاف.
- الاعتماد المفرط على أنظمة المساعدة الذكية.
- التهاون في استخدام الإشارات في مواقف السيارات.
- عندم تفعيل الإشارات في التوقيت المثالي وعادة ما يكون قبل 3-5 ثوانٍ من بدء انعطافك.
- عدم إلغاء إشارتك فور انتهاء الانعطاف.
- الانعطاف يمينًا من المسار الأيسر أو العكس.
- الانعطاف دون ترك مسافة كافية بينك وبين المركبة التي أمامك.
- الانشغال بالهاتف أثناء الاقتراب من التقاطع.
- الاعتماد فقط على المرايا دون النظر المباشر.
- الانعطاف مع وجود إطارات تالفة أو متهالكة، والتي تقلل التصاق الطريق وتمدد مسافة التوقف.
- الانعطاف بنفس السرعة في الطرق المبتلة أو أثناء الضباب، مما يزيد خطر الانزلاق.
- التوقف المفاجئ في منتصف التقاطع أو تغيير قرار الانعطاف في اللحظة الأخيرة، مما يربك السائقين الآخرين.
- عدم إعطاء الأولوية للمشاة، خاصةً في التقاطعات والممرات المخصصة للمشاة، حتى مع إشارة المرور الخضراء لك.
الالتزام باستخدام إشارات الانعطاف بشكل صحيح هو تعبير عن احترامك للآخرين وحرصك على سلامتهم.
دور التكنولوجيا الذكية في دعم الانعطاف الآمن
رغم أن السائق هو المسؤول الأول عن قيادة سيارته، إلا أن التكنولوجيا الحديثة جاءت لتكون بمثابة المساعد الذكي الذي يعزز من سلامة الرحلات، وهي بالطبع لا تهدف إلى استبدال السائق، بل إلى دعمه وتوفير مستوى أعلى من الحماية من خلال تصحيح الأخطاء البسيطة أو تحذيره من المخاطر التي قد لا يلاحظها، وفيما يلي أمثلة تؤكد لنا كيف تدعم الأنظمة الذكية إجراءات السلامة قبل الانعطاف:
- نظام التحذير من النقاط العمياء Blind Spot Monitoring - BSM
يساعد هذا النظام السائق على اكتشاف أي مركبة في النقطة العمياء من خلال إضاءة لمبة تحذير في المرآة الجانبية أو إصدار صوت، وبالتالي توفير تأكيد إضافي على أن المسار آمن، وليس هناك ما يتسبب في حوادث الاصطدام الجانبية.
- نظام المساعدة في الحفاظ على المسار Lane Keeping Assist - LKA
قد ينحرف السائق دون قصد عن مساره أثناء القيادة لمسافات طويلة أو بسبب قلة الانتباه، وهذا خطر كبير عند الانعطاف على طرق منحنية، فإذا بدأت السيارة بالانحراف عن المسار، يعمل هذا النظام من خلال تنبيه السائق باستخدام إشارات بصرية وسمعية، بل ويتدخل أيضًا، موفرًا توجيهًا تصحيحيا للحفاظ على موقع آمن للسيارة، وبالتالي يضمن بقاءك في المسار الصحيح قبل وأثناء الانعطاف.
- نظام الثبات الإلكتروني Electronic Stability Control - ESC
يعد هذا النظام أحد أهم أنظمة السلامة في المركبات الحديثة، وهو مصمم خصيصًا للتعامل مع المواقف الحرجة مثل الانعطاف بسرعة غير مناسبة وفقدان السيارة لتوازنها، حيث يتدخل النظام تلقائيًّا في أجزاء من الثانية، ويقوم بكبح العجلات المنفردة لتصحيح مسار السيارة ومنع الانزلاق أو الانقلاب.
تبقى مسؤولية القيادة الآمنة على عاتق السائق أولا وأخيرا، وتمثل التكنولوجيا الحديثة مستوى أمان داعم يحميك عند الحاجة، لكنها لا يمكن أن تحل محل انتباهك وحكمك السليم على الطريق.
ختامًا، فكل هذه الخطوات الذكية والتقنيات المتطورة تعتمد في النهاية على نقطة الاتصال الوحيدة بين سيارتك والطريق: الإطارات، لذا، فإن استثمارك في إطارات ذات جودة عالية وموثوقة من شركة ذات مصداقية مثل دربك هو قرار صائب يحمي استثمارك في السيارة والتكنولوجيا، ويضمن أن كل منعطف في رحلتك يكون آمنًا كما خططت له.





