
أغرب الابتكارات في عالم الإطارات: إطارات بدون هواء؟
مجد الدين صفايا
October 12, 2025
Read time
دقائق للقراءة
تخيّل أنك تقود سيارتك على طريق سريع، وفجأة تسمع صوت فرقعة مدوّية، للأسف إنه انفجار الإطار! هذا الموقف عاشه ملايين السائقين حول العالم، وهو أحد أكثر أسباب الحوادث خطورة، لكن ماذا لو أخبرناك أن هناك إطارات جديدة لا تنفجر مهما حدث؟
نعم نحن نتحدث عن "الإطارات بدون هواء"، أو ما يُعرف بالإطارات اللاهوائية Airless Tires)).
هذا الابتكار المذهل لا يُعد مجرد فكرة على ورق، بل هو واقع تعمل عليه كبرى الشركات العالمية مثل Michelin وBridgestone وGoodyear ، ومع دخول هذه التقنية إلى الأسواق تدريجياً، قد نشهد ثورة حقيقية في عالم السيارات والنقل.
فما هي هذه الإطارات؟ وكيف تعمل؟ وهل يمكن أن نراها قريباً على طرقنا في المملكة والعالم العربي؟ دعونا نغوص في التفاصيل.
ما هي الإطارات بدون هواء؟
الإطارات بدون هواء، أو الإطارات اللاهوائية، هي نوع جديد من الإطارات يعتمد على بنية داخلية صلبة أو شبكية بدلاً من ضغط الهواء للحفاظ على الشكل والمرونة، أي أنها لا تحتاج إلى نفخ، وبالتالي فهي مقاومة للثقوب والانفجارات.
- الإطار التقليدي:
يعتمد على ضغط الهواء الداخلي ليحافظ على شكله، وأي ثقب صغير قد يؤدي إلى انفجار.
- الإطار اللاهوائي:
يعتمد على تصميم هندسي مبتكر (غالباً على شكل شبكة مرنة)، وبالتالي فهو لا يتأثر بالثقوب ولا يفقد توازنه بسهولة.
الإطارات بدون هواء هي الجيل الجديد من الإطارات، بتصميم شبكي مرن يستغني تمامًا عن الهواء، مما يجعلها مقاومة للثقوب والانفجارات وأكثر أمانًا على الطرق.
كيف تعمل هذه الإطارات؟
تعمل الإطارات اللاهوائية عبر تصميم داخلي يشبه "خلايا النحل" أو "العجلات الشبكية"، هذه البنية تسمح للإطار بالضغط والارتداد عند مواجهة المطبات أو الحفر، تماماً كما يفعل الإطار المملوء بالهواء، لكن بدون أي خطر فقدان الضغط، ومن أبرز النماذج التي ظهرت:
- Michelin Tweel :
إطار شبكي يستخدم في المعدات الزراعية والعسكرية، وأثبت كفاءة عالية في البيئات الصعبة.
- Bridgestone Air-Free Concept :
يعتمد على تصميم شعاعي من البلاستيك المقوى مما يمنح الإطار مرونة وثبات.
- Goodyear ReCharge :
إطار تجريبي يُعاد تشكيل مادته المطاطية عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام مواد مستدامة.
المزايا المتوقعة من الإطارات بدون هواء:
قبل أن نستعرض هذه المزايا بشكل تفصيلي، من المهم أن ندرك أن الابتكار في عالم الإطارات لا يقتصر على الشكل أو التصميم فقط، بل على الفوائد المباشرة التي تعود على السائق.
فالإطارات اللاهوائية وُجدت لحل مشاكل مزمنة عانى منها السائقون لعقود، مثل خطر الانفجار، وتكاليف الصيانة المرتفعة، والتأثيرات البيئية السلبية.
ولذلك فإن النظر إلى هذه المزايا ليس ترفاً، بل هو استشراف لمستقبل القيادة الأكثر أماناً واستدامة، فهذه الإطارات ستساعد في تحقيق ما يلي:

- القضاء على مشكلة الانفجار:
بحسب الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة (NHTSA)، فإن أكثر من 11,000 حادث سنوياً يكون سببها مشاكل مرتبطة بالإطارات، ومن المفترض مع الإطارات اللاهوائية سيختفي هذا الخطر بشكل شبه كامل.
- عمر أطول وتكلفة أقل:
تشير تقارير Michelin إلى أن الإطارات اللاهوائية يمكن أن تعيش أطول بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالإطارات التقليدية، لأنها لا تتعرض للتآكل الناتج عن ضغط غير متوازن.
- صديقة للبيئة:
بفضل إمكانية إعادة التدوير وتقليل الحاجة إلى تبديل الإطارات بشكل متكرر، فإن هذه التقنية تساهم في خفض النفايات المطاطية التي تقدر بأكثر من 1 مليار إطار مستهلك سنوياً حول العالم.
- ثبات في الأداء:
الإطارات التقليدية تتأثر بتغيرات الفصول (تمدد في الصيف وانكماش في الشتاء) بينما الإطارات اللاهوائية تحافظ على ضغط ثابت وأداء مستقر في مختلف الظروف.
من المتوقع أن تُحدث الإطارات اللاهوائية تحولًا جذريًا في عالم القيادة، بفضل عمرها الطويل، وأدائها المستقر، وقدرتها على القضاء على خطر الانفجار بشكل شبه كامل.
التحديات والعوائق التي قد تواجه هذه الصناعة:
قبل أن نتحدث عن العقبات التي تقف في طريق هذا الابتكار، يجب أن نتذكر أن أي تقنية جديدة تمر بمرحلة تجريب وتطوير طويلة قبل أن تصل إلى السائقين، ومع أن فكرة الإطارات اللاهوائية تبدو مثالية على الورق، إلا أن الطريق إلى اعتمادها بشكل واسع مليء بالتحديات الفنية والعملية التي لا يمكن تجاهلها، ومن هذه العوائق ما يلي:
- التكلفة العالية: لا تزال أغلى بكثير من الإطارات التقليدية.
- الوزن: تصميمها الصلب يجعلها أثقل نسبياً.
- الراحة: لم تصل بعد لنفس مستوى الراحة والنعومة التي تقدمها الإطارات التقليدية.
- السرعات العالية: ما زالت الاختبارات تُظهر أن هذه الإطارات تحتاج إلى تطوير لتتحمل سرعات تفوق 200 كم/س.
دراسات وإحصائيات عن مستقبل هذه التقنية
في البداية من المهم أن ندرك أن مستقبل الإطارات اللاهوائية لا يُبنى على التوقعات النظرية فقط، بل على بيانات حقيقية وتحليلات دقيقة للسوق العالمي، هذه الدراسات تمنحنا رؤية أوضح عن مدى جدية الشركات في تبني هذا الابتكار، وعن حجم التغيير الذي قد يطرأ على صناعة الإطارات في السنوات القادمة.
- ففي تقرير صارد عن MarketsandMarkets عام 2024 توقع أن يصل حجم سوق الإطارات اللاهوائية إلى 60 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي 5.9%.
- وبحسب دراسة Michelin، فإن صيانة الإطارات بشكل جيد يقلل الحوادث بنسبة 30%، مما يجعل الإطارات اللاهوائية مرشحة لتقليل هذه النسبة بشكل أكبر.
- أيضاً وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) أوضحت أن الإطارات عالية الجودة تقلل استهلاك الوقود بنسبة 4-6%، وهو ما يمكن أن تعززه هذه التقنية.
تجارب الشركات العالمية:
من المفيد أن نعلم أن الابتكار لا يظل مجرد فكرة في المختبرات، بل يتم اختباره في ميادين حقيقية وعلى مركبات متنوعة. وهنا تتجلى جهود الشركات العالمية التي وضعت أموالها وخبرتها في سبيل تحويل هذه الفكرة إلى واقع ملموس، وقد تم تطبيق هذه الفكرة بالعديد من المجالات:
- Michelin Tweel:
مستخدم حالياً في الجرارات والمعدات الثقيلة والروبوتات العسكرية، وقد أثبت نجاحاً كبيراً في البيئات الصعبة.
- Bridgestone Air-Free:
طُبّق في الدراجات وبعض السيارات الصغيرة في اليابان كمرحلة تجريبية.
- Goodyear :
طورت إطاراً يمكنه إصلاح نفسه تلقائياً باستخدام مواد مطاطية مطبوعة ثلاثياً.
ماذا يعني ذلك للسائق العادي؟
قبل أن ندخل في التفاصيل، من المهم أن نضع أنفسنا مكان السائق العادي الذي يبحث عن الأمان والراحة وتوفير التكاليف، فما الفائدة من كل هذه الابتكارات إن لم تنعكس بشكل مباشر على حياته اليومية؟ وسنستعرض أهم الفوائد التي سيشعر بها كل سائق عند استخدام الإطارات اللاهوائية.
- أمان أعلى: لن تقلق بعد الآن من انفجار الإطار على الطريق السريع.
- تكلفة أقل على المدى البعيد: عمر أطول وصيانة أقل.
- استدامة: تساهم في تقليل التلوث البيئي.
- توفير وقود: بفضل الحفاظ على ضغط ثابت وتقليل مقاومة الدوران.
دور شركة دربك في الابتكار:
هنا يبرز سؤال مهم جداً: ماذا عن المملكة؟ شركة دربك التي حصلت على علامة الجودة السعودية، أثبتت التزامها بالسلامة والأداء في أصعب الظروف المناخية، ومع تسارع التطورات العالمية، فإن دربك تسعى لتبنّي أحدث الابتكارات بما يتناسب مع بيئة المملكة والخليج، وبما أن هذه التقنية غير متاحة اليوم، فقد عملنا برؤية واضحة بهدف تلافي جميع المشاكل السابقة وتحقيق الكفاءة ذاتها التي تحققها الإطارات اللاهوائية. وتذكر بأن...
- إطارات دربك مصممة لتحمّل الحرارة العالية والطرق الوعرة.
- التزام كامل بمعايير علامة الجودة السعودية SASO التي تقلل الأعطال بنسبة 40%.
- إمكانية دمج تقنيات المستقبل مثل الإطارات اللاهوائية في خطوط الإنتاج القادمة، لنقدم للسائق السعودي خياراً يجمع بين الأمان والجودة والابتكار.
فكما كانت دربك أول من حصل على علامة الجودة السعودية، قد تكون أيضاً أول من يقدّم هذه التقنية المستقبلية للسائقين في المنطقة.
برؤية سعودية تواكب المستقبل، تواصل شركة دربك التزامها بالسلامة والجودة، وتسعى لتبنّي تقنيات الإطارات اللاهوائية لتمنح السائق السعودي أداءً يفوق التوقعات حتى في أصعب الظروف.
وفي الختام...
الإطارات ليست مجرد حلقات مطاطية تلتف حول العجلات، بل هي خط الدفاع الأول عن حياتك على الطريق، ومع ابتكار الإطارات اللاهوائية، قد نكون أمام مستقبل يخلو من حوادث الانفجار والتآكل السريع.
ومع أن هذه التقنية ما زالت في بداياتها، إلا أن السائقين في المملكة والعالم العربي قد يرونها قريباً بفضل شركات رائدة مثل دربك، التي لا تكتفي بتقديم الجودة اليوم، بل تخطط أيضاً لمستقبل أكثر أماناً واستدامة.
مع دربك… المستقبل يبدأ من عجلة سيارتك.