متى يجب تغيير الإطارات بعد القيادة على الطرق الوعرة؟

إن الطرق الوعرة قد تكون مغامرة شيقة لعشاق القيادة، لكنها في الوقت نفسه اختبار قاسٍ للإطارات، فالصخور الحادة والرمال والطين والمطبات غير المتوقعة، جميعها تُضعف من عمر الإطار وتزيد احتمالية تعرضه للتلف أو الانفجار.

ووفقاً لتقرير صادر عن الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA)، فإن أكثر من 9% من الحوادث المرتبطة بالإطارات تحدث في بيئات غير ممهدة، ما يجعل السؤال مهماً: متى يجب تغيير الإطارات بعد القيادة على الطرق الوعرة؟

للإجابة على هذا السؤال لابد من فهم العديد من التفاصيل التي تتعلق بالطرق الوعرة، لنفهم تأثيراتها على الإطارات، وما الذي من الممكن فعله لإطالة عمر الإطار الذي يتم استخدامه على الطرق الوعرة؟

كيف تؤثر الطرق الوعرة على عمر الإطار؟

قبل أن نستعرض التفاصيل، من المهم أن نفهم كيف تؤثر الطرق الوعرة على بنية الإطار وأداءه اليومي، فكل صخرة أو حفرة هي عامل ضغط إضافي قد يقلل من عمر الإطار.

1. التآكل السريع للمداس:

الطرق الحصوية والصخرية تُسرّع من تآكل النقشة وتقلل من عمقها بسرعة أكبر من المعتاد.

2. الشقوق والانتفاخات:

الضغط غير المتوازن الناتج عن الصدمات يؤدي إلى تشققات أو فقاعات جانبية، وقد يتطور الأمر لانفجار مفاجئ في الحالات الخطرة.

3. الحرارة والاحتكاك:

القيادة الطويلة في الرمال أو الطين تزيد من سخونة الإطار وتُضعف من بنيته الداخلية.

4. الأحمال الثقيلة:

عند تحميل المركبة فوق طاقتها المسموح بها على الطرق الوعرة، يتضاعف الضغط على الإطارات ويزيد من خطر التلف.

5. الطرقات الموحلة والرطبة:

تسبب انزلاقاً متكرراً يؤدي إلى اهتزازات إضافية وإجهاد أكبر للإطار.

6. الاصطدام بالأجسام الحادة:

مثل الصخور أو المعادن المهملة في الطرق الوعرة، والتي قد تخترق المداس أو الجدار الجانبي مباشرة.

أظهرت بيانات من جامعة ميشيغان في عام (2019) أن الإطارات المستخدمة على الطرق غير الممهدة تتآكل بنسبة 25% أسرع مقارنة بتلك المستخدمة على الطرق المعبدة.

العلامات التي تدل على ضرورة تغيير الإطار بعد القيادة الوعرة:

قد تعود من رحلة على طريق وعر وتظن أن الإطارات بخير، لكن في الحقيقة هناك إشارات دقيقة تكشف لك إن كان الإطار قد تعرض لأضرار تستدعي التبديل، وتجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تلف أكبر أو حتى حادث لا قدر الله، ومن هذه المؤشرات ما يلي:

1. انخفاض عمق النقشة عن 1.6 ملم:

وهو الحد الأدنى الذي أوصت به معظم هيئات السلامة العالمية، وأقل من ذلك يعني أن الإطار فقد تماسكه على الطريق.

2. ظهور شقوق أو قطع في الجدار الجانبي:

حتى وإن كانت صغيرة، فهي علامة على ضعف بنية الإطار واحتمالية حدوث انفجار.

3. اهتزاز ملحوظ أثناء القيادة حتى بعد موازنة العجلات:

هذا قد يشير إلى تلف داخلي في هيكل الإطار لا يُرى بالعين المجردة.

4. تآكل غير متساوٍ بين الإطارات:

كأن يكون أحدها أكثر تآكلاً من الآخر، ما يسبب فقدان التوازن وزيادة احتمالية الانزلاق.

5. تسرب هواء متكرر:

إذا كنت تضطر لتعبئة الهواء بشكل متكرر، فهذه إشارة أن الإطار لم يعد يحافظ على ضغطه الطبيعي.

6. تغير لون المطاط أو رائحته:

احتكاك شديد قد يؤدي إلى رائحة احتراق مطاط أو تغير لونه، وهي علامة على تآكل مفرط.

7. أصوات غير مألوفة:

مثل صوت احتكاك أو صرير متكرر ينبعث من الإطارات عند القيادة على الطرق الممهدة بعد الرحلات الوعرة.

بحسب جمعية صيانة السيارات الأمريكية (AAA)، فإن 35% من أعطال الإطارات التي تحدث بعد رحلات الطرق الوعرة سببها تجاهل هذه العلامات المبكرة.

الفارق بين الاستخدام العادي والطرق الوعرة:

في إحصاءات شركات النقل أكدت أن الأساطيل العاملة في مناطق صحراوية أو جبلية تخصص ميزانية مضاعفة سنوياً لصيانة وتبديل الإطارات مقارنة بأساطيل المدن.

قبل أن نقارن بين عمر الإطارات في الظروف العادية والطرق الوعرة، من المهم أن نوضح أن البيئة التي تسير فيها مركبتك هي العامل الأهم في تحديد عمر الإطار الفعلي، ففي دراسة أوروبية صدرت عام (2020) أوضحت أن سائقي الشاحنات الذين يقودون نصف رحلاتهم على طرق غير ممهدة اضطروا لتغيير الإطارات كل سنتين بدلاً من خمس سنوات.

فالإطار الذي يخدمك لسنوات على طرق معبدة، قد يتآكل بسرعة مضاعفة إذا تعرض بانتظام للصخور والحفر والطين، أما الفرق بين الاستخدام على الطرقات العادية والوعرة فهو بالشكل التالي:

• الاستخدام العادي:

الإطار يدوم بين 40,000 – 80,000 كم (3–5 سنوات) في ظروف الطرق الممهدة والاستخدام اليومي المنتظم.

• الاستخدام الوعر:

العمر ينخفض بمعدل 30–40% بسبب الاحتكاك القاسي والتعرض للصدمات المتكررة.

في تقرير صدر عن NHTSA أشار إلى أن معدل التآكل يتضاعف تقريباً عند القيادة المستمرة في بيئات جبلية أو رملية مقارنة بالطرق الممهدة.

نصائح لإطالة عمر الإطار بعد القيادة على الطرق الوعرة

قبل أن تفكر في استبدال الإطارات بعد رحلة وعرة، يمكنك أولاً اتباع بعض الخطوات البسيطة التي تطيل عمرها وتؤخر الحاجة للتبديل، هذه النصائح لا تضمن الأمان فقط، بل تقلل من التكاليف وتمنحك قيادة أكثر سلاسة.

• فحص ضغط الهواء مباشرة بعد الرحلة:

فالطرق الوعرة قد تسبب تغيراً مفاجئاً في الضغط، وهذا ينعكس مباشرة على توازن وأداء الإطار.

• تنظيف الإطارات من الطين والحصى العالق:

إذ أن بقاء هذه المواد داخل النقوش يسرّع من التآكل ويضعف التماسك.

• تدوير الإطارات كل 8,000 كم لتوزيع التآكل:

هذه الخطوة تضمن أن التآكل موزع بشكل متوازن على جميع الإطارات، ما يطيل عمرها الافتراضي.

• فحص المحاذاة والتوازن بعد الطرق الوعرة:

فالمطبات والصدمات قد تغيّر زوايا العجلات، مما يزيد من التآكل غير المنتظم.

• مراقبة عمر الإطار وتاريخه:

لا تنتظر حتى تظهر علامات التلف الكبيرة، بل اجعل فحص التاريخ والعمر عادة دورية.

• تخزين الإطارات بشكل صحيح عند عدم الاستخدام:

في مكان مظلل وجاف بعيد عن أشعة الشمس والحرارة المباشرة، لتجنب تشقق المطاط مبكراً.

وفق تقرير Michelin (2021)، فإن العناية المنتظمة تقلل من خطر تلف الإطارات بنسبة 20% وتطيل عمرها بنسبة 25%.

متى يجب التغيير فوراً؟

• إذا كان هناك قطع عميق في الجدار الجانبي.
• عند وجود انتفاخ بارز في أحد الإطارات.
• في حال تآكل النقشة بشكل غير متساوٍ بشكل خطير.
• عند ملاحظة أصوات أو اهتزازات غريبة لا تُحل بالصيانة.
• تمزق داخلي في الهيكل المعدني للإطار.
• تفتت أجزاء من المداس بشكل مفاجئ بعد رحلة وعرة.
• ملاحظة فقدان سريع للهواء رغم عدم وجود ثقب ظاهر.

دور إطارات دربك في مواجهة تحديات الطرق الوعرة

قبل أن نعرض المزايا التقنية، من المفيد أن نذكر أن إطارات الطرق الوعرة تحتاج إلى تصميمات خاصة قادرة على مواجهة بيئات قاسية مثل الرمال والصخور والطين، ولذلك تم تطوير إطارات دربك بخصائص محددة:

• تصميم مداس عميق مقاوم للتآكل: يمنح ثباتاً أعلى على الأسطح الحصوية والرملية ويطيل عمر الإطار.
• جدران جانبية معززة لتحمل الصدمات: تحمي الإطار من التشققات الناتجة عن الاصطدام بالصخور والحفر.
• اجتازت اختبارات الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة (SASO) ما يضمن الكفاءة والأمان في أصعب الظروف.

وفي الختام...

الطرق الوعرة تختبر قوة المركبة والإطار معاً، وأي إهمال في الفحص أو الاستبدال قد يحول المغامرة إلى خطر حقيقي، تذكّر دائماً أن سلامتك تبدأ من الإطار، ومع إطارات دربك ستضمن قيادة آمنة حتى في أصعب التضاريس، وستعرف متى يحين وقت التغيير بثقة ووضوح.

‍